مطلب في ذكر وصولنا لأرض طرابلس وبعض ما جرى لنا فيها
وفي صبيحة يوم الأربعاء الموفي عشرين من ذي القعدة الحرام ، وهو يومنا الرابع من سبتة ، رست بنا الباخرة بمرسى مدينة طرابلس ، فأظهر لنا أهلها الفرح بمقدمنا ، وتلقونا بالسفن والزوارق ليركب من أحب الهبوط إلى المدينة مجانا ، فلم يأخذوا أجرة من كل من نزل من الباخرة إلى المدينة ، فنزل كثير من الحجاج لأغراضهم ، وكل من أتاهم رحبوا به وأظهروا له الإحسان والإكرام ، وأعانوه على قضاء حاجته.
فلما كانت صبيحة الغد يوم الخميس ، نزل الشيخ محمد الإمام نائبا عن أخيه الشيخ مربيه ربه ، ونزل معه جامعه ما العينين بن العتيق والسيد ما العينين يحجب ابن خطري ، وعندما نزلنا من الزورق بساحل البحر ـ تلقانا وجوه المدينة وكبراؤها بالترحيب ، وقالوا إنهم كانوا في انتظارنا للسلام علينا وتأكيد عرى المحبة بيننا وبينهم ، وسألوا عن سيادة الشيخ مربيه ربه ، فأخبرناهم أن أخاه الشيخ محمد الإمام نائب عنه في ملاقاتهم وتحيتهم ، ففرحوا بنا وهنأونا بالسلامة وبقصد حج بيت الله وقالوا لنا : تشرفنا برؤيتكم وسرنا مقدمكم المبارك ، ومن الذين تلقوا لنا بإزاء المدينة ، الشيخ الحاج محمد الزّمري مأمور النفوس ، وعمه الحاج مصطفى ، والأستاذ الشيخ علي بن موسى مختار محل حومة غريان ، وعمه الشيخ مصطفى بن موسى ، والشيخ مصطفى زكي بادي ، والشيخ محمد بن رمضان ، والشيخ مصطفى الأقدامسي المدرس إمام محلة الدبران ، والشيخ عثمان الوفاتي ، [وغيرهم](٢٢٨).
زيارتنا لقبر الصحابي الذي في طرابلس وتسميته
ثم بعد السلام والدعاء ، التمسنا منهم أن يبعثوا معنا من يدلنا على قبر الصحابي المعروف هناك وعلى بعض المساجد لنزور ونتبرك بمشاهد الخير ، فبعثوا معنا رجلا ،
__________________
(٢٢٨) «ب» ، و. ٣٢.