العام ، إن شاء الله معا ، لأن الدولة الإسبانيولية عهدت إلي أني أحج ثانيا في الباخرة التي حججت فيها العام الماضي ، وأن تحج معي رفقة أكثر من رفقائي الماضين ، وقالوا لي : سم من شئت منهم لنا كتابة ، وأول من كتبت إسمك ، وإذا وصل وقت السفر سأعلمك ، إن شاء الله ، أينما كنت ، فتضاعف سروري بذلك وحمدت الله عليه ، ودعوت للشيخ أعزه الله على هذه التكرمة ، وعلمت أن الأمر إن يكن من عند الله يمضه ، وأن الفضل بيد الله يوتيه من يشاء ، والله ذو الفضل الكريم ، نرجوه تعالى أن يقابلنا بمحض فضله وجوده وكرمه ، ويجازي عنا الفضل العظيم ، نرجوه تعالى أن يقابلنا بمحض فضله وجوده وكرمه ، ويجازي عنا سيدنا الشيخ المربيه ربه أحسن جزاء.
تاريخ نزول صاحب الرحلة قرية الطنطان بأهله
ثم لبثت عنده أياما قلائل ، ورجعت إلى الأهل فارتحلنا ونزلنا قرية الطنطان فاتح جمادى الآخرة من السنة المذكورة ، فتتابعت زفراتي وأنيني وكثر اشتياقي وحنيني ، وصار الحرم كأنه نصب عيني ، وكأن ليس شيء بينه وبيني ، ولا شغل لي إلا التشوق والتوق إلى مشاهدة ما يبري غلة الشوق. ورءاني يوما بعض الأحبة ذاهل القلب ، غير مبال بشيء من أحوال المتعلقات ، فسألني ، ما سبب هذا الحال الذي أنا فيه ، فجرى على لساني هذان البيتان ارتجالا ، وهما :
نبذت الشّغل خلف الظّهر لّما |
|
غدا حرما تهامة نصب عيني |
فبالي قد أبى لي أن أبالي |
|
بحال حال بينهما وبيني |
قدوم الشيخ عبداتي على الطانطان وصحبته
كتاب أخيه الشيخ مربيه ربه لصاحب الرحلة ليقدم لسفر الحج
ولم تزل رسائل الشيخ أعزه الله تترا علي مبشرة بأن الحال على حاله ، والمرجو من