لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ» (١).
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام والإيمان والإحسان ، فشرف بتلك النعم على أجناس مخلوقاته الإنسان ، وشرع من الدين ما وصى به نوحا وإبراهيم ، فجلى بأنواره عنا غياهب ليل الشرك البهيم ، ببعثة خاتم النبيئين وإمام المرسلين ، شفيع المذنبين وقائد الغر المحجلين ، معدن الشرف ، ومظهر الفضل والكرم صفوة العرب وإنسان عين الحرم ، سيدنا محمد الطاهرة ملته من الأدناس ، الوارد في أمته ، (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(٢) فأظهر به شعائر الدين ، وشيد قواعده ، وأعلى يده وقوى عضده وشد ساعده ، فكان أعدل من نهى وأمر ، وأفضل من حج بيته واعتمر ، وصل الله عليه وسلم تسليما ما قضيت به أمته الحاج ، وما تيمم من كل فج عميق بيت الله الحرام الحاج.
مطلب في بعض الآثار الواردة في فضل الحج وزيارة قبره صلىاللهعليهوسلم
وبعد فيقول أسير ذنبه ، أفقر العبيد إلى ربه ، ما العينين بن العتيق بن محمد فاضل ، وقاهم الله شر المخاوف والمعاضل ، الحسني الإدريسي القلقمي نسبا ، الشنجيطي إقليما ، المالكي مذهبا ، خديم شيخه الشيخ ماء العينين ومريده وسميه وابن عمه وحفيده :
إنه مما لا يخفى أن الرحلة لبيت الله الحرام من أعظم القربات التي تؤذن بنيل المرام ، وذلك لمن استطاع إليه سبيلا ، وسقي من أكوس العناية سلسبيلا ، ليؤدي
__________________
(٢) سورة الحج ، آية ٢٤ ـ ٢٩.
(٣) سورة آل عمران ، آية ١١٠.