ملحق
كلمة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
جمعت هذه الرحلة عدة مزايا هامة ، من بينها : أنها أول رحلة مدونة لحجاج مغاربة يمثلون جميع أقاليم المملكة المغربية كما هي معروفة الآن ، من وادي الذهب جنوبا حتى أقصى التخوم الشمالية ، لتكون انطلاقة الجميع من مدينة تطوان سنة ١٩٣٨.
ثم إن الحجاج القادمين من الأقاليم المغربية الجنوبية ، كان بينهم علماء وشعراء وكتاب مرموقون نالوا تقدير وإعجاب أشقائهم من النخبة المثقفة والوطنية في مدينة تطوان آنذاك من أمثال المرحوم عبد الخالق الطريس والشيخ المكي الناصري وعبد الوهاب بن منصور ومحمد بنونة وغيرهم ، كما يتضح من المساجلات والمناظرات الشعرية والأدبية والعلمية المدونة بدقة في هذه الرحلة أثناء إقامة الوفد بتطوان ، فضلا عن حرص المؤلف على توثيق ذلك من خلال ما نشرته بعض الصحف المغربية آنذاك عن تلك اللقاءات العلمية والأدبية ، وذكر أسماء وقبائل أعضاء الوفد القادمين من الأقاليم المغربية ومن إقليم سوس.
ولما كان لوفد الحجاج المغاربة عدة محطات توقف في كل من ليبيا ومصر قبل أن يحط الرحال في البقاع المقدسة ، فقد حرص المؤلف على تسجيل ملاحظاته عن أوضاع ليبيا وأهلها كما رآهم ، وتدوين معلومات عن تاريخ البلاد والسلالات والدول التي تعاقبت على حكمها ، مختتما كلامه قائلا بمرارة : «وهي الآن تحت حكم إيطاليا والله المستعان» ، مدونا ما دار بين أعضاء الوفد المغربي وبين الأدباء والأعيان والشخصيات الليبية التي قابلوها بتلك البلاد.
كما أثبت معلومات هامة عن قناة السويس وحفرها لدى مرور الوفد بالديار المصرية ، دون أن يغفل ما دار بينهم وبين مستقبليهم المصريين.