فلما كان يوم الأحد العاشر من الشهر ، ندبنا وزير الأحباس الفقيه محمد المذكور لداره ، فسار إليه الشيخ مربيه ربه وأخوه الشيخ محمد الإمام وسائر الوفد ، فأكرمنا غاية الإكرام ، وبالغ في الإحسان والإنعام ، وكان يخدم القادمين بنفسه مع غاية البشاشة والطلاقة ودوام الترحيب ، جزاه الله عنا أحسن ما جوزي به حبيب عن حبيب.
قدوم الطبيب علينا لتلقيح وفد الحاج
فلما كان يوم الغد يوم الإثنين ، قدم علينا الطبيب بمحلنا في دار الضيافة فلقح وفد الحاج من الجدري على الكيفية المعتادة خوف العدوى.
قدوم السيد عبد القادر الفكيكي تلميذ شيخنا وزيارة بعض الأحبة لنا
وفي أيامنا بتطوان قدم علينا مريد شيخنا ماء العينين الذائق الواصل ، الفائق الكامل ، عبد القادر بن محمد بن عبد الله الفكيكي (١٩٠) من مسكنه بقلعية في بني بويفرر من بلاد الريف للزيارة من أشياخه والتبرك بهم ، وكان صاحب أحوال وأشواق وهمة عالية ، لا سيما في تحصيل الأسرار والحكم ، خصوصا تآليف الشيخ ماء العينين وأبنائه ، وقد تتلمذ على شيخنا بالسمارة ، وصحبه مرة ، وجد في خدمته حتى صدره ، وظهرت عليه البركة الكثيرة ، وانتفع به خلق كثير ، وأمره في بلده شهير. وممن جاءنا للزيارة أيضا تلميذ شيخنا ماء العينين الشريف السيد محمد بن الحاج خديم من ذرية مولانا ادريس ، وهو رجل من أهل القلوب ، ولم تعلق عظيم بشيخنا رضياللهعنه ، وتكلمت معه فإذا هو ذو أذواق وفتح ، ومما استفدت من كلامه :
__________________
(١٩٠) عبد القادر الفكيكي : من كبار البنائين الذين بعثهم السلطان مولاي الحسن لبناء مدينة السمارة ، لازم الشيخ ماء العينين وحصل علي يديه الكثير من العلوم ولا سيما الأسرار. ساهم بدور كبير في نشر الفاضلية في بلاد الريف.