مطلب تاريخ سفر الشيخ حسّن بنية
الحج إلى فاس من عند أهله وأين تركهم
فأما الشيخ حسنّ ، فقد سافر عن حضرته ، وكان بيتنا إذ ذاك فيها وفي بوادي درعة من مقابلة قرى طاطا عام ١٣٣٣ ثلاثة وثلاثين ثلاثمائة وألف ، فودّعنا رضياللهعنه ، وسافر بنية الحج ، وأتى على طريق الجبل إلى مراكش ، فأحسن إليه الجلآويون غاية وأكرموه حتى وصل رئيسهم الحاج التهامي (٣٨) باشا مراكش في مراكش ، ففعل معه من الإجلال ما لا يوصف ، وتكفّل له أن يتولى شؤون حجه هو ومن شاء معه ، وأن يبذل له ما يقوم بمؤن ذلك كله ، فسار بتلك الصفة على تلك العزيمة ، حتى وصل فاس ، فأراد الله أن صادف مجيئه له طروّ الحرب الكبرى التي وقعت في ذلك التاريخ بين الأجانب ، فانسدت طريق الحج.
مطلب تاريخ وفاته رضياللهعنه بفاس ومحل مدفنه
فتربص رضياللهعنه بفاس نازلا في زاوية والده شيخنا ماء العينين ينتظر تيسير الطريق حتى مرض وتوفي رضياللهعنه عاشر شوال عام ١٣٣٤ ، ودفن بزاوية شيخنا الشيخ ماء العينين ، وقبره هناك مشهور يزار ، وتقضى عنده الحوائج ، رضياللهعنه وأرضاه.
مطلب تاريخ سفر والدنا العتيق بنية الحج إلى فاس من عند أهله وأين تركهم
وأما الوالد العتيق ، فقد سافر عن أهله بحضرة شيخنا الشيخ ماء العينين بالساقية الحمراء عام ١٣٠٩ تسعة وثلاثمائة وألف بقصد الحج ، وأنا إذ ذاك لا أعقل ، لأنه بعد فطامي بقليل ، فلما بلغ فاس ، صادف فيه السلطان مولاي الحسن ، فاعتنى به غاية وأكرمه ، وكان نزوله عند مريد شيخنا الشيخ ماء العينين ، قائد مشور السلطان ، وهو
__________________
(٣٨) التهامي الكلاوي : من الباشوات الذين تواطؤوا مع الستعمر ، توفي سنة ١٩٥٦ ، انظر حوله : معلمة المغرب ، ٢ ، ٦١٨ ـ ٦٢١.