اليوم ، هو ما قد حرره الفقيه عبد الله محمد ابن كرامة العامري في كتابة «دلائل القبلة» ، فقال : إعلم أن كعبة البيت الحرام مربعة البنيان في وسط المسجد الحرام ، ارتفاعها في الأرض سبعة وعشرون ذراعا وعرض الجدار من وجهها أربعة وعشرون ذراعا ، وهو بناء الحجاج ، وكان ابن الزبير جعل عرضها ثلاثين ذراعا يزيد على ذلك أقل من ذراع ، بعد أن كشف على قواعد إبراهيم عليهالسلام ، وبنى عليها» ثم قال : «وعرض وجهها ، وهو الذي فيه الباب ، أربعة وعشرون ذراعا ، وعرض مؤخّرها مثل ذلك ، وعرض جذارها الذي يلي الشام ، وهو الذي فيما بين الركن الشامي والعراقي أحد وعشرون ذراعا». ويعضد هذا ما ذكره شيخنا الشيخ ماء العينين في رحلته (٢٨٣) ، وإن كان يخالفه بيسير ، فقد يقع ذلك من اختلاف الأذرع ، طولا وقصرا ، كما قدمنا. ونصّ ما قاله شيخنا رضياللهعنه : «فائدة ، قد ذرعت زمني هذا بمكة الكعبة المشرفة ، ذرعت ما بين اليماني والشامي ، فوجدته خمسة عشر ذراعا بذراعي ، وذرعت ما بين اليماني وركن الحجر الأسود فوجدته عشرين ذراعا ، والذي بين الشامي والعراقي كما بين اليماني وركن الحجر الأسود ، وما بين العراقي وركن الحجر الأسود ، كما بين اليماني والشامي ، وطولها في السماء سبعة وعشرون ذراعا بالذراع المصري ، المصطلح عليه اليوم ، ويزيد هذا على ذلك بستة أصابع ، وما بين الباب والحجر الأسود ، وهو الملتزم على أحد الروايات ، أربعة أذرع بذراعي ، وارتفاع الحجر الأسود ، ثلاثة أذرع ، أو أزيد بقليل وتدويره ثلاثة أذرع بذراعي ، ويغطّى كله بالذهب ، إلا ما بين خنصري وسبابتي من وسطه ، فإنه خارج ، أي سالم من التغطية ، وارتفاع أسفل الباب ، قدر أربعة أذرع بذراعي أو أزيد بقليل» ، انتهى كلام شيخنا الشيخ ماء العينين.
ثم قال أيضا في قدر المسجد الحرام ، وعدد ما فيه من الأساطين والقناديل ، والمرقوم على لباس الكعبة ، وفوائد ماء زمزم في رحلته ، ما نصه : «فائدة. قدمت
__________________
(٢٨٣) تم طبع هذه الرحلة بالمطبعة الحجرية بفاس ، لكن يبدو أنه لم يبق لها أثر ، وقد ذكر الدكتور حمداتي شبيهنا ماء العينين في مذاكرة علمية بمنزل الأستاذ ماء العينين ، أنه يتوفر على جزء هام منها.