تستحق من تحقيق وتمحيص وشرح ، وقد وفقه الله في ذلك فعرف بأعلامها ، وشرح غوامضها ، وأجاد في تيسير فهم ما تضمنته من استشهادات وما احتوته من استطرادات حتى يجنب القارئ كل سوء فهم أو التباس.
ولست في حاجة إلى التعريف بالدكتور محمد الظريف ، لأن أعماله المتميزة وبحوثه النيرة ودراساته المتخصصة في ثقافة أقاليم المغرب الجنوبية وأدبها والتأريخ لها خير تعريف به ، إذ قلما تميزت أعمال في هذا المجال بالدقة والشمولية التي توفرت دائما لأعمال الأستاذ محمد الظريف وذلك لاتساع دائرة مداركه ومعرفته الدقيقة بعلماء الجهة وأدبائها وشعرائها وقبائلها ووجهائها قديما وحديثا.
وإذ يتشرف مشروع ارتياد الآفاق بنشر هذا العمل الجليل الذي يسلط الضوء على محطة هامة في مسار التاريخ المغربي الطويل والمتجذر سلاليا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا ، فإنه بذلك إنما يمارس حقه المشروع في الحفاظ على هذا المسار الطبيعي والمطقي ، والتمسك بالتوجه السليم الذي تركه الأجداد للأحفاد ، ولكونه يعتبر هذا العمل القيم مساهمة محمودة في إثراء الخزانة المغربية والعربية على السواء ، والله ولي التوفيق.
الرباط في ٣٠ مارس ٢٠٠٤
ماء العينين مربيه ربه
عضو المجلس الملكي الاستشاري الخاص
بالأقاليم الصحراوية