الستائر .. وتبركا ؛ تفرش فوق نعش الميت وهم يحضرونه فى الجنازة حيث مثواه الأخير. ولكن منذ أيام السلطان سليمان القانونى ، وقد صدر فرمان الشهريار ، والبعض يسميه خط الحج الأكبر ـ وهو يحتم أن ترسل الكسوة ، والحزام ، وستارة باب الكعبة من قبل سلاطين آل عثمان. وظلوا يرسلونها .. وأما ستارة باب الكعبة والخاصة بآل عثمان ، فكما هو محرر ، فهى بقدر القامة .. وعرض ستارة الباب المشرف ليست كنزة ـ ضيقة ، كذلك. هى من الحرير الخالص المتعدد الألوان ولكن نسبة الذهب لا تساوى نسبة الحرير. بل متناثر ، متألق ، يضفى رونقا ، وبهاءا يليق بستارة باب بيت الله الحرام ؛ بحيث أصبح لا نظير له. وضلفتي الباب المشرف هى من الذهب الخالص ، وهذا الباب أيضا من شغل وتصنيع المرحوم والدنا .. وقد شاهدت ، ورأيت ذلك بنفسى محررا فى كتابته .. وعلى ضلفتى هذا الباب المشرّف كتابة ذهبية .. وبينها هذا التاريخ :
(تما بخير مولانا السلطان البرين ، وخاقان البحرين سلطان احمد خان عز نصره سنة عشرين وألف ..).
كما أن هناك كتابة فضيّة مذهبة ، ولكن لإزدحامها وتداخلها فى بعضها البعض يصعب النظر والقراءة. وقد اكتفينا بهذا التاريخ .. وحقا أنه باب فى غاية الروعة .. ومفاتيح باب الكعبة منذ أيام الرسول «صلىاللهعليهوسلم» وهو فى أيدى «بنى شيبه». وللآن وهو تحت تصرفهم ، وهم مثل آل بلال الحبشى قد دعا لهم الرسول المصطفى بعدم الإنقراض لنسلهم ، وذريتهم إلى أبد الآبدين .. وما دامت الآفلاك تدور ولذلك فهم مازالوا يتناسلون جيلا بعد جيل : بحيث لا يمكن أن تمر بمكة المكرمة بدون أن تلتقى بأحد من ذرية آل بلال وآل شيبه. وآحيانا يفد إلى مكة المكرمة بعض العظماء ، وتتوق نفوسهم الدخول إلى بيت الله المشرّف .. فيرجون الشريف فى ذلك ، فيصدر حضرته فرمانا لإبن شيبه بذلك ، وخلال موسم الحج يفتح باب الكعبة مرتين أو ثلاث .. وماء زمزم متصل بالجدار الأيمن للكعبة المشرفة .. ومن باب الكعبة ينزل بسلم ، وهو سلم خشبي سميك مكوّن من عشرة أقدام. عرضه ثلاثة أذرع. وعند فتح الباب الشريف يسحب رويدا ، رويدا .. ويتصل بعتبة الباب بروز يصعد منه بعض الحجاج ، وبعض ذوى الجرأة ، والسرعة يقفزون دون النظر إلى السلالم