ويدخلون إلى الكعبة ، ولكن الحجاج الذين تتسم حركتهم بالبطئ ، ويصعدون ذلك السلم ، ويدخلون البيت الحرام .. ولكن كثير من الناس يهلكون اللهم عافنا ، فالسبعون ألف حاج يزاحمون بعضهم بعضا. ولذلك فإن العبد الحقير ، لم يتيسر له هذه السنة دخول البيت الشريف ، خوفا من هذا الزحام. ولأن بعض الفقهاء لم يرضوا بذلك ، وقالوا بجواز الطواف من الأطراف. وكان كذلك ، لأنه لم يكن هناك موضع لقدم داخل الحرم ، ولا يشترط الدخول داخل البيت الشريف .. ولو كنت مجاورا ، فيجوز لك أن تدخله خلال شهرى ، رجب ، وشعبان عند فتحه فيهما .. ولكن العبد الحقير ، تمكن من النظر بعشق ووله إلى الداخل من الباب الشريف .. فزاد شوقى ، وعشقي ، فتجولت بنظري فى البيت الشريف ..... ثم عرجت إلى سطح البيت الشريف ، ففى الركن الشمالي ، يوجد غطاء ، وكأنه مربع الشكل ، ففتحته ، وصعدت فوق السطح ، كانوا يرممون ، ويعمرون السطوح ، وكان بداخل البيت العتيق ، كما هو موجود فوق ستائر الكعبة ، مسطورة عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله وعليه ستائر من الحرير الأحمر ، وليست سوداء ...... وعلى بعض الآعمدة كتبت كلمة «الحنّان» وعلى آخر كتب «المنّان» .... وبه بعض الثريات ، ولكنه ليس مزخرفا أو مبهرجا كسائر المساجد ، والجوامع .. لأنه بيت الله .. وليس للزخرفة ، والزينة.
إن بعض الآعيان والعظماء من حجاج المسلمين يدخلون إلى داخل الكعبة الشريفة .. ويقبلون الآعتاب آلاف المرات .. وكم هى من عتبة بديعه .. فبياضها فى بياض اللبن الحليب. أو كأنها قد صنعت من الحليب.
بعد ذلك صعدت من السلالم السابق ذكرها. يضعون من ماء زمزم فوقها ، فتقف المياه ، ولذلك فقد آقاموا فوقه ، مزراب من الذهب لماء الرحمة من فوق سطح الكعبة المشرفة ؛ فتدخله المياه ، فتجرى منه المياه نحو الحطيم .. حيث كان مكان سجود الرسول صلىاللهعليهوسلم حين إمامته للصلاة ، وقد وضعوا علامة كالسجادة حيث كانت رأس حضرته ، وهى صخرة مربعة لونها أخضر سوماكى ، تنزل عليه المياه المتدفقة من المزراب الذهبي .. وهكذا فإن مياه الرحمة تتدفق حيث كان يسجد الحبيب المصطفى .. وتحيط بجوانبه الأربعة جدران الحطيم المذكور .. حوالى خمسمائة