تسبّبت في دعوى التوكّل ذاهبا |
|
إلى أنّ أجدى حيلتي ترك حيلتي |
وآخر حرف صار مني أولا |
|
مريدا وحرف في مقام العبودة |
تعرّفت يوم الوقف منزل قومها |
|
فبتّ بجمع سدّ خرق التّشتّت |
فأصبحت أقضي النفس منها منى الهوى |
|
وأقضي على قلبي برعي الرعيّة |
فبايعتها بالنفس دارا سكنتها |
|
وبالقلب منه منزلا فيه حلّت |
فخلّص الاستحقاق نفسي من الهوى |
|
وأوجب الاسترقاق تسليم شفعة |
فيا نفس لا ترجع تقطّع بيننا |
|
ويا قلب لا تجزع ظفرت بوحدة |
ومن فصل الإدلال (١) : [الطويل]
تبدّت (٢) لعيني من جمالك لمحة |
|
أبادت فؤداي من سناها بلفحة (٣) |
ومرّت بسمعي من حديثك ملحة |
|
تبدّت لها فيك القران وقرّت |
ملامي أبن ، عذري استبن ، وجدي استعن |
|
سماعي أعن ، حالي أبن ، قائلي اصمت |
فمن شاهدي سخط ومن قاتلي (٤) رضا |
|
وتلوين أحوالي وتمكين رتبتي |
مرامي إشارات ، مراعي تفكّر (٥) |
|
مراقي نهايات ، مراسي تثبّت |
وفي موقفي والدّار أقوت رسومها |
|
تقرّب أشواقي تبعّد حسرتي |
معاني أمارات ، مغاني تذكّر |
|
مباني بدايات ، مثاني تلفّت |
وبثّ غرام ، والحبيب بحضرة |
|
وردّ سلام والرقيب بغفلة |
ومطلع بدر في قضيب على نقا |
|
فويق محلّ عاطل دون دجية |
ومكمن سحر بابليّ له بما |
|
حوت أضلعي فعل القنا السّمهريّة |
ومنبت مسك من شقيق ابن منذر |
|
على سوسن غضّ بجنّة وجنّة |
ورصف اللآلي في اليواقيت كلّما |
|
تعلّ بصرف الرّاح في كل سحرة |
سل السلسبيل العذب عن طعم ريقه |
|
ونكهته يخبرك عن علم خبرة |
ورمّان كافور عليه طوابع |
|
من الندّ (٦) لم تحمل به بنت مزنة |
ولطف هواء بين خفق وبانة |
|
ورقّة ماء في قوارير فضّة |
لقد عزّ الصّبر حتى كأنّه |
|
سراقة لحظ منك للمتلفّت |
__________________
(١) القصيدة في نفح الطيب (ج ٧ ص ٣٠٩ ـ ٣١١).
(٢) في الأصل : «تبوّب» ، والتصويب من النفح.
(٣) في الأصل : «بلفعة» والتصويب من النفح.
(٤) في النفح : «قائلي».
(٥) في الأصل : «تعكر» والتصويب من النفح.
(٦) النّدّ : عود يتبخّر به. لسان العرب (ندد).