فحصّنت أنظار الجنيد (١) جنيدها |
|
بترك فلي من رغبة ريح رهبة |
وكسّرت عن رجل ابن أدهم أدهما |
|
وأنقذته من أسر حبّ الأسرة |
وعدت على حلّاج شكري (٢) بصلبه |
|
وألقيت بلعام التّفاتي (٣) بهوّة |
فقولي مشكور ورأيي ناجح |
|
وفعلي محمود بكلّ محلّة |
رضيت بعرفاني فأعليت للعلا |
|
وأجلسني بعد الرّضا فيه جلّتي |
فعشت ولا ضيرا أخاف ولا قلى |
|
وصرت حبيبا في ديار أحبّتي |
فها أنا ذا أمسي وأصبح بينهم |
|
مبلّغ نفسي منهم ما تمنّت |
وأنشدني قوله في حال قبض وقيّدتها عنه (٤) : [الطويل]
إليك بسطت الكفّ أستنزل الفضلا |
|
ومنك قبضت الطّرف أستشعر الذّلّا |
وها أنا ذا قد قمت (٥) يقدمني الرّجا |
|
ويحجمني (٦) الخوف الذي خامر العقلا |
أقدّم رجلا إن يضيء برق مطمع |
|
وتظلم أرجائي فلا أنقل الرّجلا |
ولي عثرات لست آمل أن هوت |
|
بنفسي ألّا أستقل وأن أصلى |
فإن تدرّكني رحمة أنتعش بها |
|
وإن تكن الأخرى فأولى بي الأولى |
قال ، ومما نظمته من الشعر (٧) : [مجزوء الكامل]
وجد تسعّره الضلو |
|
ع وما تبرّده المدامع |
همّ تحرّكه الصّبا |
|
بة والمهابة لا تطاوع |
أملي (٨) إذا وصل الرّجا |
|
أسبابه فالموت قاطع |
بالله يا هذا الهوى |
|
ما أنت بالعشّاق صانع؟ |
قال : ومما كتبت به لمن بلغني عنه بعض الشيء (٩) : [الرمل]
نحن ، إن تسأل بناس ، معشر |
|
أهل ماء فجّرته الهمم |
عرب من بيضهم أرزاقهم |
|
ومن السّمر الطوال الخيم |
__________________
(١) في الأصل : «الجند» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٢) في الأصل : «سكرى» والتصويب من النفح.
(٣) في الأصل : «التفاني» والتصويب من النفح.
(٤) الأبيات في نفح الطيب (ج ٧ ص ٣١٥).
(٥) في الأصل : «قدمت» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٦) في النفح : «ويحجم بي».
(٧) الأبيات في نفح الطيب (ج ٧ ص ٣١٥).
(٨) في النفح : «أمل».
(٩) الأبيات في نفح الطيب (ج ٧ ص ٣١٥ ـ ٣١٦).