وقال ، وقد سبقه إليه الرّصافي ؛ وهو ظريف : [المنسرح]
أشكو إلى الله فرط بلبالي (١) |
|
ولوعة لا تزال تذكي لي |
بمهجتي حائك شغلت به |
|
حلو المعاني طرازه عالي |
سألته لثم خاله فأبى |
|
ومنّ ذا نخوة وإذلال |
وقال حالي يصون خالي |
|
يدني فويحي بالحال والخال (٢) |
يقرّبني الآل من مواعده |
|
وأتّقي منه سطوة الآل |
لكن على ظلمه وقسوته |
|
فلست عنه الزّمان بالسالي |
وقال أيضا مضمنا (٣) : [البسيط]
لي همّة كلّما حاولت أمسكها |
|
على المذلّة في أرجاء (٤) أرضيها |
قالت : ألم تك (٥) أرض الله واسعة |
|
حتى يهاجر عبد مؤمن فيها |
وقال مسترجعا من ذنبه ، ومستوحشا من شيبه : [السريع]
قد كان عيبي قبل (٦) في غيب |
|
فمذ بدا شيبي بدا عيبي |
لا عذر اليوم ولا حجّة |
|
فضحتني والله يا شيبي |
وقال (٧) : [الخفيف]
أثقلتني الذنوب ويحي وويسي |
|
ليتني كنت زاهدا كأويس (٨) |
وجرت بينه وبين السلطان ثالث الأمراء من بني نصر (٩) ، بعد خلعه من ملكه ، وانتثار سلكه ، واستقراره بقصبة المنكّب ، غريبا من قومه ، معوّضا بالسهاد من نومه ،
__________________
(١) البلبال : شدة الهمّ والوساوس. محيط المحيط (بلبل).
(٢) في الأصل : «والحال» بالحاء المهملة.
(٣) البيتان في تاريخ قضاة الأندلس (ص ١٩٠) والكتيبة الكامنة (ص ١٧٢).
(٤) في تاريخ قضاة الأندلس : «أرجا أراضيها».
(٥) في الأصل : «تكن» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين.
(٦) في الأصل : «من قبل في ...» وهكذا ينكسر الوزن.
(٧) البيت في الكتيبة الكامنة (ص ١٧٢).
(٨) هو أويس القرني أحد زهّاد القرن الأول الهجري. وجاء في الكتيبة الكامنة بعد هذا البيت التالي :
إنما أصل محنتي حبّ دنيا |
|
هي ليلى ولي بها وجد قيس |
(٩) هو محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن نصر ، الملقب بالمخلوع ، وقد حكم غرناطة من سنة ٧٠١ ه إلى سنة ٧٠٨ ه. اللمحة البدرية (ص ٦٠).