ومن شعره أيضا ، قوله ، رحمه الله : [الطويل]
سرت من ربى نجد معطّرة الرّيّا |
|
يموت لها قلبي وآونة يحيا |
تمسّح أعطاف الأراك بليلة |
|
وتنثر كافورا على التربة اللّميا |
وترتدّ (١) في حجر الرياض مريضة |
|
فتحيي بطيب العرف من لم يكن يحيا |
وبشرى (٢) بأنفاس الأحبّة سحرة |
|
فيسرع دمع العين في إثرها جريا |
سقى (٣) الله دهرا ذكره بنعيمه |
|
فكم لجفوني عند ذكراه من سقيا |
نآني (٤) محيّاه الأنيق وحسنه |
|
ومن خلقي قد كنت لا أحمل النأيا |
وبي رشأ من أهل غرناطة غدا |
|
يجود بتعذيبي ويبخل باللّقيا |
رماني فصابني (٥) بأول نظرة |
|
فيا عجبا من علّم الرّشأ الرّميا |
وبدّد جسمي نوره وكأنه |
|
أشعّة شمس قابلت جسدي مليا |
تصوّر لي من عالم الحسن خالصا |
|
فمن عجب أن كان من عالم الدنيا |
وهمّ بأن يرقى إلى الحور جسمه |
|
فثقّلته كتبا وحمّلته حليا |
إذا ما انثنى أو لاح أو جاح أو رنا |
|
سبا القصب والأقمار والمسك والضيا |
رعى الله دهرا كان ينشر وصله |
|
برود طواها البين في صدره طيّا |
مشيخته : ومما يشتمل على أسماء شيوخه ، ويدلّ على تبحّره في الأدب ورسوخه ، إجازته أبا الوليد إسماعيل بن تبر الأيادي ، وعندها يقال : أتى الوادي : [الخفيف]
إنّ لي عند كلّ نفحة بستا |
|
ن من الورد أو من الياسمينا |
نظرة والتفاتة أتمنّى |
|
أن تكوني حللت فيما تلينا |
ما هذه الأنوار اللائحة ، والنّوار الفائحة ، إني لأجد ريح الحكمة ، ولا مفنّد ، وأرد مورد النعمة ، ولا منكد ، أمسك دارين ينهب ، أم المندل الرطب في الغرام الملهب ، أم نفحت أبواب الجنّة ففاح نسيمها ، وتوضحت أسباب المنّة فلاح
__________________
(١) في الأصل : «ومرتد».
(٢) في الأصل : «وبشرت».
(٣) في الأصل : «سقني» وهكذا ينكسر الوزن.
(٤) في الأصل : «ملني». ونآني محيّاه : بعد عني.
(٥) في الأصل : «فأصابني» وهكذا ينكسر الوزن.