خبرهما. وجرى ذكره في الإكليل بما نصّه (١) : محسوب من طلبتها الجلّة ، ومعدود فيمن طلع بأفقها من الأهلّة ، رحل إلى المشرق ، وقد أصيب ببصره ، واستهان في جنب الاستفادة (٢) بمشقّة سفره ، على بيان عذره ، ووضوح ضرّه.
شعره : وشعره كثير ، فمنه قوله (٣) : [الطويل]
سلو مسرّ (٤) ذاك الخال في صفحة الخدّ |
|
متى رقموا بالمسك في ناعم الورد |
ومن هزّ (٥) غصن القدّ منها لفتنتي |
|
وأودعه رمّانتي ذلك النّهد |
ومن متّع (٦) القضب اللّدان بوصلها (٧) |
|
إلى أن أعرن (٨) الحسن من ذلك القدّ |
فتاة تفتّ القلب مني بمقلة |
|
له رقّة الغزلان في سطوة الأسد |
تمنّيت أن تهدي إليّ نهودها |
|
فقالت رأيت البدر يهداه أو يهدي |
فقلت وللرّمان (٩) بدّ من الجنى |
|
فتاهت وقالت باللّواحظ لا الأيدي |
فقلت أليس القلب عندك حاصلا (١٠)؟ |
|
فقالت (١١) قلوب الناس كلّهم عندي |
وقلت (١٢) اجعليني من عبيدك في الهوى |
|
فقالت كفاني كم لحسني من عبد |
إذا شئت أن أرضاك عبدا فمت جوى (١٣) |
|
ولا تشتكي (١٤) واصبر على ألم الصّدّ |
ألم تر النّحل يحمل ضرّها |
|
لأجل الذي تجنيه من خالص الشهد؟ |
كذلك بذل النّفيس سهل لذي النّهى |
|
لما يكسب الإنسان من شرف الحمد |
ألست ترى كفّ ابن جانة طالما (١٥) |
|
أضاع كريم المال في طلب المجد |
__________________
(١) النص في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٥٦).
(٢) في النفح : «الإفادة».
(٣) القصيدة في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٥٦ ـ ١٥٧).
(٤) في النفح : «حسن».
(٥) في الأصل : «هو» والتصويب من النفح.
(٦) في الأصل : «ومز متى» ولا معنى له ، وقد صوبناه من النفح.
(٧) في النفح : «بوصفها».
(٨) في الأصل : «أعزر» ولا معنى له ، والتصويب من النفح.
(٩) في النفح : «أللرمّان».
(١٠) في الأصل : «فقلت ليس للقلب عندك حاصل» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(١١) في الأصل : «وقالت» والتصويب من النفح.
(١٢) في النفح : «فقلت».
(١٣) في الأصل : «هوى» والتصويب من النفح.
(١٤) في الأصل : «ولا تشكي» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(١٥) في الأصل : «... ترى أزجاته طالما» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.