يا شادن البان الذي دون النقا |
|
حيث التقى وادي الحمى والأجرع |
الشمس يغرب نورها ولربما |
|
كسفت ونورك كلّ حين يسطع |
إن غاب نور الشمس بتنا (١) نتقي |
|
بسناك ليل تفرّق يتطلّع |
أفلت فناب سناك عن إشراقها |
|
وجلا من الظلماء ما يتوقّع |
فأمنت يا موسى الغروب ولم أقل |
|
«فوددت يا موسى لو أنّك يوشع» (٢) |
وقال (٣) : [الطويل]
ألا بشّروا بالصبح من كان باكيا |
|
أضرّ به الليل الطويل مع البكا |
ففي الصبح للصّبّ المتيّم راحة |
|
إذا الليل أجرى دمعه وإذا شكا |
ولا عجب أن يمسك الصبح عبرتي |
|
فلم يزل الكافور للدّم ممسكا |
ومن بديع مقطوعاته قوله (٤) : [الرمل]
مثل الرّزق الذي تطلبه |
|
مثل الظّلّ الذي يمشي معك |
أنت لا تدركه متّبعا |
|
فإذا ولّيت عنه أتبعك (٥) |
وقال (٦) : [الطويل]
دخلتم فأفسدتم قلوبا بملككم (٧) |
|
فأنتم على ما جاء في سورة النّمل (٨) |
وبالعدل (٩) والإحسان لم تتخلّقوا |
|
فأنتم على ما جاء في سورة النحل (١٠) |
__________________
(١) في النفح : «لسنا».
(٢) عجز هذا البيت للرصافي البلنسي ، والبيت بتمامه هو :
سقطت ولم تملك يمينك ردّها |
|
فوددت يا موسى لو أنّك يوشع |
ديوان الرصافي البلنسي (ص ١٠٥).
(٣) الأبيات في نفح الطيب (ج ٧ ص ٥٠).
(٤) البيتان في نفح الطيب (ج ٧ ص ٥٠) ووفيات الأعيان (ج ٢ ص ٣٣١) والتكملة (ج ٢ ص ١٣٦).
(٥) في النفح والوفيات : «تبعك».
(٦) البيتان في نفح الطيب (ج ٧ ص ٥٠ ـ ٥١).
(٧) في النفح : «بملكها».
(٨) يشير هنا إلى قول الله تعالى : (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها)[النمل : ٣٤].
(٩) في النفح : «وبالجود».
(١٠) يشير هنا إلى ما جاء في سورة النحل ١٦ ، الآية ٧٦ : (أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ).