وفرّق من (١) الأجناس حاشا تقيّهم |
|
فقد ظهر الإفساد في البرّ والبحر |
ولا تنسني واذكر أخاك بدعوة |
|
فإنك منه يا أخي لعلى ذكر |
قال شيخنا أبو البركات : ومن شعره ، ومن خطّه نقلت : [الكامل]
للصالحين إلى الصلاح طريق |
|
رحبت بهم وغدت عليك تضيق |
صرفوا النفوس من الهوى عن صوبها |
|
فغدت إلى طلب النّجاة تتوق |
منها بعد أبيات :
يا قرّة العين استمع من ناصح |
|
في صدره قلب عليك شفيق |
أنت الشّقيق ولادة ولذلك لي |
|
روح لروحك في الخلوص شقيق |
لا تخدعنّك ترّهات أحدثت |
|
وخزعبلات للجهول تروق |
واعكف على القرآن دهرك واجتمع |
|
فالشّغل عنك لغيره تفريق |
إنّ الحديث وفقهه وعلومه |
|
هذا الذي للمؤمنين يليق |
واهجر بني الدنيا فإنّ بهجرهم |
|
يتضاعف الإيمان والتصديق |
والحق بقوم قد عنوا بتجارة |
|
نفقت لهم يوم القيامة سوق |
واحفظ لسانك عن أذيّة (٢) مسلم |
|
فسبابه قال الرسول فسوق |
لا تبك همّ الرزق فهو مقدّر |
|
والعبد طول حياته مرزوق |
ولترض بالرحمن ربّا حاكما |
|
ودع الفضول فمنه ضلّ فريق |
حلّوا عقال عقولهم وتحكّموا |
|
إنّ التحكم بالعقول مروق |
ولقد أتتك نصيحتي ولشمسها |
|
في أفق حبّك يا حبيب شروق |
فكن القريب مكانه من نفعها |
|
فمكان سدّتها إليك سحيق |
واصطد بباري العزم أطيار الرضا |
|
فأخوك غاية بازه التّحليق |
ولتجعل التسبيح شأنك إنه |
|
في الصّعب ممن شأنه التّصفيق |
واقنع بعلم الوحي علما ثم لا |
|
يذهب بك التّشقيق والتوفيق |
لا ترض فيه بالدنيّة ولتمت |
|
عطشا إذا لم تسق منه رحيق |
ما كلّ علم يهتدى بحصوله |
|
منه الرّكيك نعم ومنه رقيق |
__________________
(١) كلمة «من» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها ليستقيم الوزن.
(٢) في الأصل : «إذاية».