كمدارك الأصوات منها طيّب |
|
تسلو النفوس به ومنه نهيق |
وعليكم منّي تحيّة من له |
|
قلب إليكم أجمعين (١) مشوق |
وقال : ألفيت بخطه ما نصّه : وكان بعض السفهاء قد كتب إليّ بيتين من شعر وهما : [الطويل]
إليك ، أبا بكر ، رفعت وسيلتي |
|
ومثلك من تلقى إليه الوسائل |
غرقت ببحر الذّل يوما وليس لي |
|
بأرضكم إلّا اهتمامك ساحل |
وأساء المحاولة في دفعها ، فصرفته ، ولم أقف عليهما ، فضرب عليهما ، وكتب في ظهرهما : [الطويل]
حللت ، أبا بكر ، بموطن عزة |
|
فأنسيت ما قد كنت فيه من الذّلّ |
وأصلك من كبر وكن متكبّرا |
|
وكيف يطيب الفرع من ذلك الأصل؟ |
وكتبت إليه صحبة دراهم وجّهت بها إليه : [الطويل]
جفوت وما زال الجفاء (٢) سجيّة |
|
لمثلك ما إن زال تبلى بها مثلي (٣) |
وما قلت في أصلي فكذبة فاجر |
|
رأى الفرع محمودا فعاب على الأصل |
وبالإفك ما عثرت لا بحقيقة |
|
فما الكبر من شأني ولا كنت في ذلّ |
وما زلت ، والله ، الحميد مكرّما |
|
وفي نائبات الدهر للعقد والحلّ |
ولو كنت من يتّقي الله لم تكن |
|
تمرّ (٤) متى تسخط وعند الرّضا تحلي (٥) |
أما قلت أني ساحل لك عندما |
|
غرقت ببحر الذّلّ في زمن المحل؟ |
وكيف نسخت المدح بالذّمّ قبل أن |
|
تبثّ لي الشكوى وتدلي بما تدلي (٦) |
ولكنّ لؤم الطّبع يحمل أهله |
|
على الصّعب من سبّ الكرام أو النّيل |
إذا (٧) كان بعض الكبر نقصا فإنه |
|
عليك من الأوغاد يحسب في الفصل |
وما الذّلّ إلّا ما أتى بك نحونا |
|
فقيرا من التّقوى سليبا من العقل |
ومطلوبك الدّنيا فخذها خسيسة |
|
توافي خسيس النّفس والقول والفعل |
__________________
(١) في الأصل : «أجمعه» وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «الجفا» وهكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «مثل» وهكذا ينكسر الوزن ، وأعتقد أنه خطأ في الطبع.
(٤) في الأصل : «تمد» بالدال.
(٥) في الأصل : «تحل». يقول : يضرّ متى يسخط ، وعند الرضا ينفع.
(٦) في الأصل : «تدل» بدون ياء.
(٧) في الأصل : «إن» وكذا ينكسر الوزن.