أبي بكر بن خليل العسقلاني المكّي. ومنهم الخطيب أبو عبد الله محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن رحيمة الكناني ، خطيب بجايه. ومنهم قاضي القضاة ببلاد إفريقية أبو العباس ابن الغمّاز البلنسي ، لقيه بتونس. ومنهم الفقيه العلّامة الوزير أبو القاسم محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن يوسف بن جزي الكلبي. ومنهم الشيخ أبو محمد عبد الله بن يوسف الخلابي. ومنهم الشيخ المغربي أبو محمد الحجاج بن يوسف بن إبراهيم بن عتّاب ، لقيه بتونس. ومنهم الشيخ الفقيه أبو بكر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يربوع السّبتي. ومنهم الإمام قدوة النحاة أبو الحسين عبيد (١) الله بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن أبي الربيع القرشي. ومنهم الإمام أبو علي ناصر الدين منصور بن أحمد بن عبد الحق الزّواوي المشدالي ، من أهل بجاية. ومنهم الخطيب القاضي أبو عمرو إسحاق بن أبي إسحاق بن عبد الوهاب الرّندي ، إلى طائفة كبيرة من أهل المشرق والمغرب.
محنته : أغرى به الأمير ولي العهد ، بسبب أمور اختلف فيها ، منها أبيات في هجو الدولة النصرية ، الله أعلم بصحة نسبتها إليه ، فأوقع به ، وناله بين يديه نكال كبير أفلت منه برفق ، واختفى مدة في المآذن المقفلة والأماكن الخفية ، حتى أصحى له جوّ سخطه ، وقضى الله بردّ أمره إليه ، واستيلائه على ما وراء بابه.
من روى عنه : أخذ عنه الخطيب الصالح أبو إسحاق بن أبي العاصي ، وتدبّج معه رفيقه عبد الله بن رشيد وغير واحد. وكان ممدوحا ، وممن مدحه الرئيس أبو محمد عبد المهيمن الحضرمي ، والرئيس أبو الحسن بن الجيّاب ، وناهيك بهما. ومن بديع مدح ابن الجياب له ، قصيدة رائية رائقة ، يهنّئه فيها بعيد الفطر ، منها في أولها (٢) : [البسيط]
يا قادما عمّت الدنيا بشائره |
|
أهلا بمقدمك الميمون طائره |
ومرحبا بك من عيد تحفّ به |
|
من السعادة أجناد تظاهره (٣) |
قدمت فالخلق في نعمى وفي جذل |
|
أبدى بك البشر باديه وحاضره (٤) |
والأرض قد لبست أثواب سندسها |
|
والرّوض قد بسمت منه أزاهره |
حاكت يد الغيث في ساحاته حللا |
|
لمّا ساقها دراكا منك باكره |
فلاح فيها من الأنوار باهرها |
|
وفاح فيها من النّوّار عاطره |
__________________
(١) في النفح : (ج ٣ ص ٣٦٢): «عبد الله».
(٢) القصيدة في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٣ ـ ٤٥) وأزهار الرياض (ج ٢ ص ٣٤٢ ـ ٣٤٤).
(٣) في المصدرين : «تظافره».
(٤) أراد بحاضره سكان الحاضرة.