بكفّي سبنتى أزرق العين مطرق (١) |
|
عدا فغدا في غيّه متوغّلا |
لنعم قتيل القوم في يوم عيده |
|
قتيل تبكّيه المكارم والعلا |
ألا إنّ يوم ابن الحكيم لمثكل |
|
فؤادي ، فما ينفكّ ما عشت مثكلا |
فقدناه في يوم أغرّ محجّل |
|
ففي الحشر نلقاه أغرّ محجّلا |
سمت نحوه الأيام وهو عميدها |
|
فلم تشكر النّعمى ولم تحفظ الولا |
تعاورت الأسياف منه ممدّحا |
|
كريما سما فوق السّماكين منزلا (٢) |
وخانته رجل في الطّواف به سعت |
|
فناء بصدر للعلوم تحمّلا |
وجدّل لم يحضره في الحيّ ناصر |
|
فمن مبلغ الأحياء أنّ مهلهلا (٣) |
يد الله في ذاك الأديم ممزّقا (٤) |
|
تبارك ما هبّت جنوبا وشمألا |
ومن حزني أن لست أعرف ملحدا |
|
له فأرى للتّرب منه مقبلا |
رويدك يا من قد غدا شامتا به |
|
فبالأمس ما كان العماد المؤمّلا |
وكنّا نغادي أو نراوح بابه |
|
وقد ظلّ في أوج العلا متوقّلا (٥) |
ذكرناه يوما فاستهلّت جفوننا |
|
بدمع إذا ما أمحل العام أخضلا |
ومازج منه الحزن طول اعتبارنا |
|
ولم ندر ما ذا منهما كان أطولا |
وهاج لنا شجوا تذكّر مجلس |
|
له كان يهدي الحيّ والملأ الألى |
به كانت الدنيا تؤخّر مدبرا |
|
من الناس حتما أو تقدّم مقبلا |
لتبك عيون الباكيات على فتى |
|
كريم إذا ما أسبغ العرف أجزلا |
على خادم الآثار تتلى صحائحا |
|
على حامل القرآن يتلى مفصّلا |
على عضد الملك الذي قد تضوّعت |
|
مكارمه في الأرض مسكا ومندلا |
__________________
(١) السّبنتى : النمر. محيط المحيط (سبت). وصدر هذا البيت عجز بيت من قصيدة تنسب إلى جزء بن ضرار ، أخي الشماخ ، قاله في عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، والبيت هو : [الطويل]
وما كنت أخشى أن تكون وفاته |
|
بكفّي سبنتى أزرق العين مطرق |
طبقات ابن سلام (ص ١١١).
(٢) في النفح : «مزحلا».
(٣) إشارة إلى قول الشاعر في مهلهل بن ربيعة : [الكامل]
من مبلغ الحيّين أنّ مهلهلا |
|
أضحى قتيلا في الفلاة مجندلا |
(٤) هذا من قول جزء بن ضرار : [الطويل]
عليك سلام من أمير وباركت |
|
يد الله في ذاك الأديم الممزّق |
الشعر والشعراء (ص ٢٣٥).
(٥) متوقّلا في أوج العلا : صاعدا فيه. لسان العرب (وقل).