فانفذ بعون لله (١) مجتهدا |
|
بقلب صافي الضمير (٢) مرتبط |
يا صاحب الأمر والذي يده |
|
نائلها للعفاة غير بطي (٣) |
رفعتم يا بني رفاعة ما |
|
كان من المعلوات في هبط |
ومنبر الحق من سواه بكم |
|
فها هو الآن غير مختلط |
وانضبط الأمر واستقام لكم |
|
ولم يكن (٤) قبل ذا بمنضبط |
أتيت في كل ما أتيت به |
|
فالغيث بعد الرجاء (٥) والقنط |
جللت عمّن سواك منزلة |
|
فلست ممّن سواك في نمط |
أنت من المجد والعلا طرف |
|
وكلّهم في العلا من الوسط |
كتابته : وقفت من ذلك على أفانين. منها في استهلال شهر رمضان قوله :
سلام على أنس المجتهدين ، وراحة المتهجّدين ، وقرّة أعين المهتدين ، والذي زيّن الله به الدّنيا وأعزّ به الدين. شرّف الله به الإسلام ، وجعل أيامه رقوما في عواتق الأيام ، وشهوره غررا في جباه الأعلام ، وحلّ به عن رقاب الأمة قلائد الآثام ، ونزّه فيه الأسماع عن المكاره وصان الأفواه من رفث الكلام. أشهد أن الله أثنى عليك ، وأدخل من شاء الجنّة على يديك ، وخصّك من الفضائل بما يمشي فيه التّفسير حتى يكلّ ، ويسأم ذلك اللسان ويملّ ، وأبادت ذنوب الأمة بمثل ما أبادت الشمس الظّلّ ، ذلك الذي يتهلل للسماء هلاله ، ويهتزّ العرش لجلاله ، وترتج الملائكة في حين إقباله ، وتدخل الحور العين في زينتها تكريما ، وتلتزم إجلاله وتعظيما ، ويهتدي فيه الناس إلى دينهم صراطا مستقيما ، وتغلّ الشياطين على ما خيّلت ، وتذوق وبال ما كادت به وتخيّلت ، ويشمّر التّقيّ لعبادة ربّه ذيلا ، وتهبط الملائكة إلى سماء الدنيا ليلا ، وينتظم المتّقون في ديوانه انتظام السّلك ، ويكون خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ، وتفتح الجنّة أبوابا ، ويغفر لمن صامه إيمانا واحتسابا ، جزاء من ربك عطاء حسابا ، وبما فضّلك الله على سائر الشهور ، وقضى لك بالشّرف والفضل المشهور. فرضك في كتابه ، ومدحك في خطابه ، حيث قال : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان ، يعني تكبير الناس
__________________
(١) في الأصل : «الله» وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «صفيّ بالضمير» وكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «بط».
(٤) في الأصل : «ولم يكن من قبل ...» ، وكذا ينكسر الوزن ، لذا حذفنا كلمة «من».
(٥) في الأصل : «الرجا» وكذا ينكسر الوزن.