لم لا أضيع بها عهاد مدامعي |
|
إني إذا لعهودها (١) لمضيّع |
خلّيّ ، لو لم تسعداني في البكا |
|
لقطعت من حبليكما ما يقطع |
أرأيتما نفسا تفارق جسمها |
|
وبه تنعّمها ولا تتوجّع؟ |
عظمت رزيّتها وأيّ رزيّة |
|
ظلّت لها أكبادنا تتصدّع |
هذي حمامك ، يا عليّ ، سواجع |
|
وأخالها أسفا عليها تسجع |
إن طارحتني ورقها فبأضلعي |
|
شوق يطارحه ادّكار موجع |
آه على جسمي الذي فارقته |
|
لا كنت ممّن جسمه لا يرجع |
ومن العجاب رجوع ما أودى به |
|
دهر بتشتيت (٢) الأحبّة مولع |
الجور منه إذا استمرّ طبيعة |
|
والعدل منه إذا استقام تطبّع |
هذي عقوبة زلّة سلفت بها |
|
من أكل طعمته التي لا تشبع |
قد كنت أمنع رسخ نفسي قبلها |
|
واليوم أوجب أنّه لا يمنح |
لم لا وقد أصبحت بعد محلّة |
|
فيها السحائب بالرغائب تهمع؟ |
دار يدرّ الرزق من أخلاقها |
|
ولكم دعا داع بها من يوضع |
وكأنّ مجلسها البهيّ بصدرها |
|
ملك بأعلى دسته متربّع |
وكأنّ مجمر عنبر بفنائها |
|
يذكي وما (٣) قد سيف منه يسطع |
وكأنها المتوكلية بهجة |
|
وعليّ بن الجهم فيها يبدع |
في حجر ضبّ خافض بجواره |
|
من كان قبل له العوامل ترفع |
يا نفثة المصدور كم لك قبلها |
|
من زفرة بين الجوانح تسفع |
وعساك تنقع غلّة بك إنها |
|
بجحيم ما أسبلته لا تنقع |
لله أنت مذاعة أودعتها |
|
من كل سرّ بالضمائر يودع |
بدويّة في لفظها ونظامها |
|
حضرية فيما به يترجّع |
لم لا تشفع في الذي أشكو بها |
|
ومثالها في مثله يتشفّع؟ |
كملت وما افترعت فأيّ خريدة |
|
لو كان يفرعها همام أروع |
بارت عليّ فأصبحت لحيائها |
|
مني بضافي مرطها تتلفّع |
__________________
(١) في الأصل : «لعهوها» وكذا لا يستقيم المعنى ولا الوزن.
(٢) في الأصل : «بتشتّت» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «ما» وكذا ينكسر الوزن.