إن خاض يوما في بيان حقيقة |
|
أنهى عن الثّوري والحلّاج (١) |
وإذا تكلّم في الغريب وضبطه |
|
لم يعبأ بالعتبيّ والزّجّاج (٢) |
أنست قصائد جرول أشعاره |
|
وأراجز العجليّ والعجّاج (٣) |
جمع الفصاحة والصبّاحة والتقى |
|
والجود في وجد وفي إحراج |
تخشاه أسد الغاب في أجماتها |
|
والرّوم في الأسوار والأبراج |
إنّا بني قحطان لم نخلق لغي |
|
ر غياث ملهوف ومنعة لاج |
نبري طلى الأعراب في الهيجا وفي الل |
|
أواء سوف نماري الأعراجي (٤) |
بسيوفنا البيض اليمانية التي |
|
طبعت لحزّ غلاصم ووداج |
تأبى لنا الإحجام عن أعدائنا |
|
يوم اللّقاء طهارة الأمشاج |
أنصار خير العالمين وحزبه |
|
وحماته في الجحفل الرّجراج |
وفداته بنفوسهم ونفيسهم |
|
من غدر مغتال وسبّة هاج |
هم صفوة الخلق التي اختيرت له |
|
وسواهم همج من الأهماج |
إلّا الألى سبقوا بباهر فضلهم |
|
من سائر الأصحاب والأزواج |
وكفى بحكمتنا إقامة حجّة |
|
وبركننا من كعبة الحجّاج |
ولنا مفاخر في القديم شهيرة |
|
كالصّبح في وضح وفي إبلاج |
منّا التّبابعة الذين ببابهم |
|
كانت تنيخ جباة كلّ خراج |
ولأمرهم كانت تدين ممالك ال |
|
دّنيا بلا قهر ولا إحراج |
من يقتدح زندا فإنّ زنادهم |
|
في الجود وارية بلا إخراج |
__________________
(١) الثوري : هو سفيان بن سعيد الثوري ، إمام علم الحديث وغيره من العلوم. توفي سنة ١٦١ ه. وفيات الأعيان (ج ٢ ص ٣٢٢). والحلاج : هو الحسين بن منصور ، الزاهد المشهور ، والمتوفى سنة ٣٠٩ ه. الفهرست (ص ٣٢٨).
(٢) العتبي : هو محمد بن عبيد الله بن عمرو ، الذي اشتهر بالفصاحة. توفي سنة ٢٢٨ ه. معجم الشعراء (ص ٤٢٠). والزجاج : هو إبراهيم بن محمد بن السري ، النحوي ، المتوفى سنة ٣١٠ ه. بغية الوعاة (ص ١٧٩).
(٣) جرول : هو جرول بن أوس بن مالك ، المعروف بالحطيئة. توفي نحو ٣٠ ه. فوات الوفيات (ج ١ ص ٢٧٦). والعجلي : هو الأغلب بن عمرو بن عبيدة ، شاعر راجز ، توفي سنة ٢١ ه.
الأعلام (ج ١ ص ٣٣٥) وفيه ثبت بأسماء المصادر التي ترجمت له. والعجّاج : هو عبد الله بن رؤبة ، راجز مجيد ، توفي نحو ٥٩٠. الأعلام (ج ٤ ص ٨٦) وفيه ثبت بأسماء المصادر التي ترجمت له.
(٤) في الأصل : «الأعراج» بدون ياء. والطّلى : جمع طلية وهي العنق. واللأواء : الشدة والمحنة. ونماري : نجادل. محيط المحيط (لأى) و (مرى).