أبوابهم مفتوحة لضيوفهم |
|
أبدا بلا قفل ولا مزلاج |
ومما اشتهر من شعره قوله (١) : [السريع]
أرّق عيني بارق من أثال |
|
كأنّه في جنح ليلي ذبال |
أثار شوقا في (٢) ضمير الحشا |
|
وعبرتي في صحن خدّي أسال |
حكى فؤادي قلقا واشتعال |
|
وجفن عيني أرقا وانهمال |
جوانح تلفح نيرانها |
|
وأدمع تنهلّ مثل العزال (٣) |
قولوا وشاة الحبّ ما شئتم |
|
ما لذّة الحبّ سوى أن يقال |
عذرا للوّامي (٤) ولا عذر لي |
|
فزلّة العالم ما إن تقال |
قم نطرد الهمّ بمشمولة |
|
تقصّر الليل إذا الليل طال |
وعاطها صفراء ذمّيّة |
|
تمنعها الذّمّة من أن تنال |
كالمسك ريحا واللّمى مطعما |
|
والتّبر لونا والهوى في اعتدال |
عتّقها في الدّنّ خمّارها |
|
والبكر لا تعرف غير الحجال |
لا تثقب المصباح (٥) لا واسقني |
|
على سنى البرق وضوء الهلال |
فالعيش نوم والرّدى يقظة |
|
والمرء ما بينهما كالخيال |
خذها على تنغيم مسطارها (٦) |
|
بين خوابيها وبين الدّوال |
في روضة باكر وسميّها |
|
أخمل دارين وأنسى أوال (٧) |
كأنّ فأر المسك مغبوقة (٨) |
|
فيها إذا هبّت صبا أو شمال |
من كلّ (٩) ساجي الطّرف ألحاظه |
|
مفوّقات أبدا للنضال |
من عاذري والكلّ لي عاذل (١٠) |
|
من حسن الوجه قبيح الفعال |
من خلّبيّ الوعد كذّابه |
|
ليّان لا يعرف غير المطال |
__________________
(١) القصيدة في نفح الطيب (ج ٧ ص ٣٣٨ ـ ٣٣٩) وأزهار الرياض (ج ٢ ص ٣٠٦ ـ ٣٠٨).
(٢) في أزهار الرياض : «من صميم».
(٣) أراد العزالي وهي جمع عزلاء ، والعزلاء هو مصب الماء من الراوية. محيط المحيط (عزل).
(٤) في أزهار الرياض : «أعذر لوّامي».
(٥) أثقب المصباح : جعل ضوءه ساطعا. لسان العرب (ثقب).
(٦) المسطار ، بضم الميم وكسرها وسكون السين : الخمرة الصارعة لشاربها. محيط المحيط (سطر).
(٧) الوسميّ : مطر الربيع الأول. وأوال : الاسم القديم للبحرين.
(٨) في المصدرين : «مفتوتة».
(٩) في المصدرين : «من كفّ».
(١٠) في المصدرين : «عاذر».