كأنه الدهر وأيّ امرئ |
|
يبقى على حال (١) إذا الدهر حال |
أما تراني آخذا ناقضا |
|
عليه ما سوّغني من محال؟ |
ولم أكن قطّ له عائبا |
|
كمثل ما عابته قبلي رجال |
يأبى ثراء المال علمي ، وهل |
|
يجتمع الضّدّان : علم ومال؟ |
وتأنف الأرض مقامي بها |
|
حتى تهاداني ظهور الرجال (٢) |
لو لا بنو زيّان ما لذّ لي ال |
|
عيش ولا هانت عليّ اللّيال |
هم خوّفوا الدهر وهم خفّفوا |
|
على بني الدهر (٣) خطاه الثّقال |
ورثت (٤) من عامرهم سيّدا |
|
غمر رداء الحمد عمر (٥) النّوال |
وكعبة للجود منصوبة |
|
يسعى إليها الناس من كل حال (٦) |
خذها أبا زيّان من شاعر |
|
مستملح النّزعة عذب المقال |
يلتفظ الألفاظ لفظ النّوى |
|
وينظم الآلاء نظم اللآل |
مجاريا مهيار (٧) في قوله |
|
(ما كنت لو لا طمعي في الخيال) |
ومما قال أيضا ، واشتمل ذلك على شيء من نظمه ونثره ، وهذا الرجل مغرب النزعة ، في شفوف نظمه على نثره (٨) : [الكامل]
عجبا لها أيذوق طعم وصالها |
|
من ليس يطمع (٩) أن يمرّ ببالها؟ |
وأنا الفقير إلى تعلّة ساعة |
|
منها ، وتمنعني زكاة جمالها |
كم ذاد عن (١٠) عيني الكرى متأنف (١١) |
|
يبدو ويخفى في خفيّ مطالها |
__________________
(١) في المصدرين : «على الدهر».
(٢) في المصدرين : «الرّحال».
(٣) في المصدرين : «الدنيا».
(٤) في النفح : «لقيت» ، وفي أزهار الرياض : «ألفيت».
(٥) في المصدرين : «جمّ».
(٦) في المصدرين : «بال».
(٧) هو مهيار الديلمي ، وعجز هذا البيت هو مطلع قصيدة [السريع] :
ما كنت لو لا طمعي في الخيال |
|
أنشد ليلي بين طول الليال |
ديوان مهيار الديلمي (ج ٣ ص ١٦٦) ونفح الطيب (ج ٧ ص ٣٣٩) وأزهار الرياض (ج ٢ ص ٣٠٨).
(٨) القصيدة في نفح الطيب (ج ٧ ص ٣٤٣ ـ ٣٤٤) وأزهار الرياض (ج ٢ ص ٣١٩ ـ ٣٢٢).
(٩) في المصدرين : «يأمل».
(١٠) في الأصل : «كم ذا وعن» ، والتصويب من المصدرين.
(١١) في المصدرين : «متألّق».