يسمو لها بدر الدّجى متضائلا |
|
كتضاؤل الحسناء في أسمالها (١) |
وابن السّبيل يجيء يقبس نارها |
|
ليلا فتمنحه عقيلة مالها (٢) |
يعتادني في النوم طيف خيالها |
|
فتصيبني ألحاظها بنبالها |
كم ليلة جادت به فكأنّما |
|
زفّت عليّ ذكاء (٣) وقت زوالها |
أسرى فعطّلها (٤) وعطّل شهبها |
|
بأبي شذا المعطار من معطالها |
وسواد طرّته كجنح ظلامها |
|
وبياض غرّته كضوء هلالها |
دعني أشم بالوهم أدنى لمحة (٥) |
|
من ثغرها وأشمّ مسكة خالها |
ما راد طرفي في حديقة خدّها |
|
إلّا لفتنته بحسن دلالها |
أنسيب شعري رقّ مثل نسيمها |
|
فشمول راحك مثل ريح شمالها |
وانقل أحاديث الهوى واشرح غري |
|
ب لغاتها واذكر ثقات رجالها |
وإذا مررت برامة فتوقّ من |
|
أطلائها (٦) وتمشّ في أطلالها |
وانصب لمغزلها حبالة قانص |
|
ودع الكرى شركا لصيد غزالها |
وأسل جداولها بفيض دموعها |
|
وانضح جوانحها بفضل سجالها |
أنا من بقيّة معشر عركتهم |
|
هذي النّوى عرك الرّحى بثفالها (٧) |
أكرم بها فئة أريق نجيعها |
|
بغيا فراق العين حسن جمالها (٨) |
حلّت مدامة وصلها وحلت لهم |
|
فإن انتشوا فبحلوها وحلالها |
بلغت بهرمس غاية ما نالها |
|
أحد وناء بها لبعد منالها |
وعدت على سقراط صورة (٩) كأسها |
|
فهريق ما في الدّن من جريالها |
__________________
(١) أخذه من قول أبي تمام [الكامل] :
كسيت سبائب لؤمه فتضاءلت |
|
كتضاؤل الحسناء في الأطمار |
ديوان أبي تمام (ص ١٣٤).
(٢) عقيلة المال : أكرمه. محيط المحيط (عقل).
(٣) ذكاء : اسم الشمس. محيط المحيط (ذكو).
(٤) في الأصل : «أسري فعطرها وعطل شهبها يأبى ...» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين.
(٥) في المصدرين : «لمعة».
(٦) الأطلاء : جمع طلا وهو ولد الظبية. لسان العرب (طلا).
(٧) في الأصل : «بثقالها» والتصويب من المصدرين. وهنا يعتمد الشاعر على قول زهير بن أبي سلمى في معلقته :
فتعرككم عرك الرّحى بثفالها |
|
وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم |
المعلقات العشر (ص ١٢٢).
(٨) في المصدرين : «مآلها».
(٩) في المصدرين : «سورة».