عطية (١) ، مستنزلا عن قضاه وادي آش وخطابتها ، فكان يتولّى ما يكتب بنظري ، وراجعا لحكمي ، ومتردّدا لبالي ، مكفى المؤنة في سبيل الحمل الكلي ، إلى وقوع الحادثة ، ونفوذ المشيئة بتحويل الدولة.
قضاته : جدّد أحكام القضاء والخطابة لقاضي أبيه الشيخ الأستاذ الشريف (٢) ، نسيج وحده ، وفريد دهره ، إغرابا في الوقار ، وحسن السّمت ، وأصالة البيت (٣) ، وتبحّرا في علوم اللّسان ، وإجهازا في فصل القضايا ، وانفرادا ببلاغة الخطبة ، وسبقا في ميدان الدهاء والرّجاحة ، أبي القاسم محمد بن أحمد بن محمد الحسني ، الجانح إلى الإيالة النّصرية من مدينة سبتة (٤). وسيأتي التعريف به في مكانه ، إن شاء الله. وتوفي ، رحمه الله ، بين يدي حدوث الحادثة ، فأرجىء الأمر بمكانه ، إلى قدوم متلقّف الكرة ، ومتعاور تلك الخطّة ، الشيخ الفقيه القاضي ، أبي البركات قاضي أبيه ، ووليها الأحقّ بها بعده ، إذ كان غايبا في السّفارة عنه ، فوقع التّمحيص قبل إبرام الأمر على حال الاستنابة.
الملوك على عهده : وأوّلهم بالمغرب ، السلطان ، الإمام (٥) ، أمير المسلمين ، أبو عنان (٦) ابن أمير المسلمين أبي الحسن (٧) ابن أمير المسلمين أبي سعيد ابن أمير المسلمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحقّ ، البعيد الشأو (٨) في ميدان السّعادة ، والمصمي أغراض السّداد ، ومعظّم (٩) الظّفر ، ومخوّل الموهبة ، المستولي على آماد الكمال (١٠) ، عقلا وفضلا وأبّهة ورواءا ، وخطّا وبلاغة ، وحفظا وذكاء (١١) وفهما وإقداما (١٢) ، تغمّده الله برحمته ، بعثني إلى بابه رسولا على إثر بيعته ، وتمام أمره ،
__________________
(١) في اللمحة البدرية (ص ١١٦): «الفقيه الكاتب أبا محمد عبد الحق بن أبي القاسم بن عطية ...»
(٢) كلمة «الشريف» ساقطة في اللمحة البدرية (ص ١١٦).
(٣) قوله : «وأصالة البيت» ساقط في اللمحة البدرية (ص ١١٦).
(٤) في اللمحة البدرية (ص ١١٦): «سبتة إلى أخريات شعبان من عام ستين وسبعمائة ، وتوفي رحمه الله».
(٥) في اللمحة البدرية (ص ١١٧): «الشهير».
(٦) في اللمحة البدرية : «المسلمين فارس ابن ...».
(٧) في اللمحة البدرية : «أبي الحسن علي بن عثمان بن يعقوب ...».
(٨) في اللمحة البدرية : «شأو السعادة ، المعمى ...».
(٩) في اللمحة البدرية : «مطعم».
(١٠) في اللمحة البدرية : «الآماد البعيدة الكمالية أبهة ...».
(١١) في اللمحة البدرية (ص ١١٧): «وإدراكا».
(١٢) في اللمحة البدرية : «وإقداما وشجاعة».