وقد احتفل لذلك ، واستبلغ في النّفير ، واستوفى أتمّ الأبّهة ، وأكمل العدّة ، فجعل طريقه على شرقي الأندلس ؛ لاستكمال ما هنالك من الأطعمة ، فسلك طريق إلبيرة ، إلى بسطة ، إلى تدمير ؛ وعزم في هذه الغزوات بريل ملك فرنجة ونازل مدينة برجلونة ؛ فدخلها عنوة يوم الاثنين النصف من صفر ، سنة أربع وسبعين أو خمس بعدها.
قلت : وفي دخول المنصور بجيشه بلد إلبيرة ؛ ما يحقق دعوى من ادّعى دخول المعتمدين من أهل الأندلس لذلك العهد ؛ إذ كان يصحب المنصور في هذه الغزوة ، من الشعراء المرتزقين بديوانه من يذكر ؛ فضلا عن سائر الأصناف على ندارة هذا الصنف من الخدام ؛ بالنسبة للبحر الزاخر من غيرهم.
والذي صحّ أنه حضر ذلك ، أبو عبد الله محمد بن حسين الطّبني ، أبو القاسم حسين بن الوليد ، المعروف بابن العريف ، أبو الوضّاح بن شهيد ، عبد الرحمن بن أحمد ، أبو العلا صاعد بن الحسن اللغوي ، أبو بكر زيادة الله بن علي بن حسن اليمني ، عمر بن المنجم البغدادي ، أبو الحسن علي بن محمد القرشي العباسي ، عبد العزيز بن الخطيب المحرود ، أبو عمر يوسف بن هارون الزيّادي ، موسى بن أبي طالب ، مروان بن عبد الحكم بن عبد الرحمن ، يحيى بن هذيل بن عبد الملك بن هذيل المكفوف ، سعد بن محمد القاضي ، ابن عمرون القرشي المرواني ، علي النقاش البغدادي ، أبو بكر يحيى بن أمية بن وهب ، محمد بن إسماعيل الزبيدي ، صاحب المختصر في اللغة ، أحمد بن درّاح القسطليّ ، متنبيّ الأندلس ، أبو الفرج منيل بن منيل الأشجعي ، محمد بن عبد البصير ، الوزير أحمد بن عبد الملك بن شهيد ، محمد بن عبد الملك بن جهور ، محمد بن الحسن القرشي ، من أهل المشرق ، أبو عبيدة حسان بن مالك بن هاني ، طاهر بن محمد المعروف بالمهنّد ، محمد بن مطرّف بن شخيص ، سعيد بن عبد الله الشّنتريني ، وليد بن مسلمة المرادي ، أغلب بن سعيد ، أبو الفضل أحمد بن عبد الوهاب ، أحمد بن أبي غالب الرّصافي ، محمد بن مسعود البلخي ، عبادة بن محمد بن ماء السماء ، عبد الرحمن بن أبي الفهد الإلبيري ، أبو الحسن بن المضيء البجلي الكاتب ، عبد الملك بن سهل ، الوزير عبد الملك بن إدريس الجزيري ، قاسم بن محمد الجيّاني.
قال المؤرخ : هؤلاء من حفظته منهم ، وهم أكثر من أن يحصوا ، فعلى هذا يتبنى القياس في ضخامة هذا الملك ، وانفساح هذا العزّ.