فما منهم من وليّ حميم |
|
ولا ذي إخاء صحيح حقيق |
وناهيك ممن يفضّل كلبا |
|
عليهم فيا ويلهم من رفيق |
ألا من يرقّ لشيخ غريب |
|
أبي البركات الفتى البلفيق |
وقال : وممّا نظمته بتاريخ لا أذكره هذين البيتين (١) : [الطويل]
وإنّي لخير (٢) من زماني وأهله |
|
على أنني للشّرّ أوّل سائق (٣) |
لحى الله دهرا قد تقدّمت أهله |
|
فتلك لعمر الله إحدى البوائق |
ومن النزعات الشاذة الأغراض : [البسيط]
لا بارك الله في الزّهاد إنهم |
|
لم يتركوا عرض الدنيا لفضلهم |
بل أثقلتهم تكاليف الحياة فلم |
|
يصايروها فملّوا ثقل حملهم |
وعظّم الناس منهم تركها فغدوا |
|
من غبطة التّرك في حرص لأجلهم |
نعم أسلّم أن القوم إذ زهدوا |
|
زادا وأعلى الناس طرّا فضل تركهم |
من حيث قد أحرزوا التّرجيح دونهم |
|
لا شيء أبين من ترجيح فضلهم |
فالمال والجود والراحات غاية ما |
|
يحكي لنا الزهد في ذاعن أجلّهم |
والزاهدون براحات القلوب مع ال |
|
أبدان سرّوا وعزّوا بعد ذلّهم |
فكل ما فرّقوا قد حصّلوا غرضا |
|
منه وزادوا ثناء الناس كلّهم |
قال : ومما نظمته عام أربعين في ذم الخمر من جهة الدنيا ، لا من جهة الدين ، إذ ليس بغريب : [الطويل]
لقد ذمّ بعض الخمر قوم لأنها |
|
تكرّ على دين الفتى بفساد |
وقد سلّموا قول الذي قال إنها |
|
تحلّ من الدنيا بأعظم ناد |
وتذهب بالمال العظيم فلن ترى |
|
لمدمنها من طارف وتلاد |
فيمسي كريما سيّدا ثم يغتدي |
|
سفيها حليف الغيّ بعد رشاد |
وقالوا : تسلّى وهو عارية لها |
|
وإلّا فلم يأتوا لذاك بشاد |
وصلّ (٤) ونور وحسناء طفلة |
|
ومرأى به للطّريف سير جواد |
__________________
(١) البيتان في تاريخ قضاة الأندلس (ص ٢٠٦).
(٢) في الأصل : «وأين الخير» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من تاريخ قضاة الأندلس.
(٣) في الأصل : «سابق» : والتصويب من تاريخ قضاة الأندلس.
(٤) أصل القول : «وصلة» وهكذا ينكسر الوزن.