وهذا المقدار مراعى فيه حالة صاحب الفلاحة لأن ثمن الخمسة ويبات من القمح وحده تبلغ الخمسين ريالا ، بحسب ثمن كل ويبة عشرة ريالات الذي هو السوم في أغلب السنين ، وروعي فيه أيضا جهة الحكومة لما يلزمها من كثرة مصاريف الحمل لعدم الطرق الصناعية ، ثم إن ذلك المقدار قسط أيضا تدريجا على أربعة سنين يبتدىء بثلاثة ويبات ونصف من كل نوع على حدته ويزيد في كل سنة نصف ويبة إلى أن يوصل في العام الرابع إلى خمسة ويبات من كل نوع ومثله ما يقابله من المال ، وقد نتج من ذلك عمران الأيالة بدليل أنه عند ولاية المذكور وزيرا مباشرا لم يكن في الأيالة عشرة آلاف ماشية أرضا مزروعة وعند خروجه من خطة الوزارة ترك في المملكة أكثر من مائة ألف ماشية مزروعة.
ومنها : التخفيف على خراج الزيتون المسمى بالقاتون في الوطن القبلي الذي كان أجحف بأهله في المدة الماضية ، حتى سلمت أصحاب الأملاك فيما يملكون ولم يقبل منهم وأغروا البوادي بإحراقه للإستراحة من مطالبه ، فنزل من رتبة الريال والنصف ريال على كل شجرة إلى الثمانية نواصر على كل شجرة ، والناصري هو جزء من تجزية الريال إلى إثنين وخمسين ناصري ، ثم أسقط عن أصحاب الزيتون إحدى وثلاثين ألف شجرة زيتونا احترقت ، وأسقط عنها أداءها ، وبه يعلم مقدار ما كانوا يتحملون ومقدار نقصان العمران فيما سبق ، ونشر ذلك في العدد الثاني من رائد سنة ١٢٨٦ ه الذي هو الصحيفة الرسمية للحكومة ، ثم أسقط هذا الأداء بالمرة ورجع الأمر إلى الوجه الشرعي وهو العشر على ما يحصل من الزيت ، وفرح بذلك أصحاب الأملاك وأقاربهم فرحا شديدا لارتياحهم من إعياء ذلك الثقل العظيم.
ومنها : تخفيف قانون النخيل ببلد نفزاوه من عمل الجريد ، حيث كان ملحقا بسائر عمل الجريد مع أنه غير مساو لما فيه من شجرة النخيل خصبا وحسنا ، فلذلك جعل على كل شجرة من نوع الدقلة ريالا ونصفا وعلى بقية أنواع النخيل ستة خرارب على كل شجرة ، والخروبة جزء من ستة عشر جزءا من الريال كما تقدم.
ومنها : ترتيب مجلس محاسبة العمال والمتوظفين عما تعاطوه بحسب وظيفتهم ولم يوصلوه إلى الحكومة ، وبقيت قبائلهم وبلدانهم مطلوبين للحكومة ببقايا ما عليهم ، فتحرر من ذلك مبالغ جسيمة قبضت الحكومة بعضها وبعضها لم يقبض ، إما لإعدام من قبضه أو للعفو عنه. وأسقط ذلك من المطالب الباقية على أصحابها من أهل الجريد ودريد ، وجندوبه والساحل ، وأولاد عيار وأولاد مجور ، ومن ذلك محاسبة أحمد زروق وأتباعه ، وإبراهيم بن عباس وإخوانه ، وعلي الساسي وعبد الرحمن بن عمرو الحاج الحسني ، وملخص الحسابات ما يأتي بيانه :