الفصل السابع والخمسون
في مملكة ليبريا هي مملكة جمهورية مستقلة تسمى : ليبريا سكانها من السودان المعتوقين من أمريكا ، وتعرّفت بها دول أوروبا من سنة ١٢٥٦ ه ـ ١٨٧٤ م. وسكانها نحو خمسمائة ألف من السودان ، ولها مجلس نواب إلى غير ذلك من سمات الدول المتمدنة ولغتهم إنكليزية ، ونهاية مساعيهم تحرير العبيد السود في الدنيا وموقعها على الشاطىء الغربي المذكور ، وتختها مدينة مرنوفيا وتحت هاته الجمهورية ولاية أخرى أنشأتها الجمعية الحرّة المذكورة ، ومن قانونها أن لا يدخلها إلا السودان الذين يقسمون أيمانا على أن لا يشربوا مسكرا ، وإسم تختها هدبر.
الفصل الثامن والخمسون
في أرض شاطىء الفيل ، وهي تلي المملكة المتقدمة ، وهي من أراضي كينيا ، يحدها المحيط المذكور جنوبا بقرب خط الإستواء ولم يمكن للسواح التوغل والإقامة بها لفساد هوائها وإن أصلح الفرنساويون أماكن أقاموا بها ، وشرقي الأرض المذكورة الأرض المسماة بشاطىء الذهب سميت بذلك لغنائها به واستعمرها الإنكليزيون ببلدان كثيرة.
الفصل التاسع والخمسون
في دواخل كينيا العليا وفي دواخل كينيا عدة ممالك سودانية منها : قبائل فانكى ، كأنهم عصبة ضد حرب قبائل إسهانتي التي هي في الدواخل المذكورة ، وهم مثل أمّة قوية مخوفة لسفكهم الدماء حتى أنهم يضحون الآدمين في جنائز كبرائهم وعند انتصارهم ، وتختهم يسمى كوماسي.
الفصل الستون
في بقية شطوط كينيا العليا ودواخلها ثم شرقي الشاطىء الذهب شاطىء المماليك سمي بإسم التجارة الرائجة هناك ، ثم في دواخله ممالك داهوميه سكانها نحو ثمانمائة ألف من السودان ولها ملك له عشرون ألفا من العسكر منهم خمسة آلاف نساء ويضحون المئات من الآدمين في أفراحهم ، وتختهم أبو ميخ. ثم في شرقي ما ذكر ممالك هاونكلا وأتاكلا وهوى وبالي وشرقيها ممالك يربا تمتدّ إلى أن تصل إلى قرب ممالك برنو وما جاورها وقد تقدم ذكرها ، وبإزائها قبيلة أكياس الذين التجأوا من كثرة الحرب معهم إلى جبال صخرية وأنشأوا هناك بلدا متحصنين بها ، وعددهم نحو مائة ألف تحت رياسة رئيس بانتخابهم ، ولهم رئيس حرب وأسلم منهم كثير وأمّنوا سبلا إلى مملكة تنبكتو ، وشرقي السابقة مملكة بنين وشرقي هاته شاطىء كالآبار ، ثم جنوبي هاته محادّا لها على الشاطىء مستعمر فرنساوي يسمى كابون وهو نهاية ممالك كينيا العليا.
القسم الرابع : من الأقسام الكبرى قسم أفريقية الجنوبية.