في محفل على ظهر جمل مزين بالثياب الرفيعة والحلى وحوله أفواج من قرابة الزوجين بأحسن لباسهم والطبل يعزف والبارود يصرخ وتارة الخيل والفرسان تلعب إلى أن تصل لبيت زوجها ، ويجعل لهم أبو الزوج وليمة قسم للرجال وقسم للنساء فيعطي لكل شخص لحمة في يده من رجل أو امرأة واللحم موضوع في قفة ثم تقدم قصع الكسكسو ولمن أخذ لحمة فوجدها عظما أن يردها ويأخذ غيرها ، ثم يدخل الزوج على عروسه ويتزوجها وإذ ذاك يطلق البارود وتعلن النسوة بالولولة ثم يبقون بين غناء وسرور والغناء من الغنائين ، والرجال تمدهم بالمال شيئا فشيئا لكن يعطون قطعا من النحاس فلا يصرفون كثيرا غالبا ، والنسوة ضاربات خمورهن على جيوبهنّ وهن منصتات وتارة يغنين والرجال يسمعون ، كما أن أهل الحاضرة يحضرون أهل الموسيقى في ليلة العرس وعند الوليمة وتحضر معهم عاهرات مغنيات إذ مطلق النسوة لا تغنين أبدا ولو بين أيدي أزواجهن ، والغالب على أصحاب الموسيقى أن يكونوا من اليهود لأن أكثر المسلمين يتحاشون منها لما تقدم في مطلب الصنائع ، وذلك كله في غير الموسيقى العسكرية فإنها على النحو الأروباوي ومثلها موسيقى الأروباويين في تونس. ويصنع مثل ما تقدم أيضا ليلة السابع من العرس وهي ختامه وتارة تجعل ولائم للولادة ومتى حضر أحد كبار العلماء أسكنت الموسيقى لكن وقع التساهل في ذلك الآن.
وأما المآتم فإذا مات إنسان بكى عليه النسوة برفع صوت وتارة ينحن عليه وقد قل ذلك ولله الحمد والمنة ، وعند خروج الجنازة يفعلن مثل ذلك ثم عند الإتيان بما يغطى به النعش بعد الدفن يفعلن ذلك وعند الموت يفرغ بيت الرجل مما بها من الأثاث وأما المرأة فلا ، ثم يحضر قراء يقرأون القرآن حوله وهو مكروه شرعا للإجتماع على صوت واحد ولأنه قبل غسل الميت ثم عند الغسل يؤتى بخواجات يكبرون ويهللون بصوت عال وهو من البدع ، ثم يؤتى بالقراء والمنتسبين إلى زوايا الصالحين بعد التكفين وكل يقرأ إما القرآن أو أورادا للشيخ المنتسبين إليه وهو من البدع ، ثم يحمل على نعش وتارة يوضع في تابوت من خشب ويحمل على النعش ويصير كل من أولئك الفرق يصيحون بالقراءة والتكبير وغير ذلك وهو حرام أو مكروه إذ قراءة القرآن في الطريق لا تجوز لما فيه من النجاسة المحققة سيما بعض الطرق في الحاضرة ، ثم يصلى عليه في صحن المسجد أو عند القبر وهو الأفضل ثم يدفن وتقف أقرباؤه للعزاء فيتعبون ويتعبون من تقبيل كل من قدم للجنازة وقيم المحلة يصيح بقوله أثابكم الله كل خطوة بحسنة الخ من البدع ، ثم في اليوم الثالث والسادس والخامس عشر والأربعين والعام يجعل في دار الميت موكب تجمع فيه النسوة للبكاء سرا وتارة جهرا ، وتجتمع الرجال بالإستدعاء إلا في اليومين الأولين لمشاهدة قراءة القرآن والبردة وتارة تكون بتغن ، والحاصل أن جميع ما يفعل في ذلك هو من البدع