فرفعت أعلام الملك النّاصر ، عند ذلك على القلعة ، وصعد إليها في يوم الاثنين السّابع والعشرين ، من صفر ، من سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
وامتنع سرخك ، والي «حارم» ، من تسليمها إلى السّلطان الملك النّاصر ، فبذل له ما يحب من الإقطاع ، فاشتطّ في الطّلب ، وراسل الفرنج ، ليست .. نجد بهم ، فسمع بعض الأجناد ، بقلعة حارم ، ذلك ، فخافوا أن يسلّمها إلى الفرنج ، فوثبوا عليه ، وحبسوه ، وأرسلوا إلى السّلطان ، يعلمونه بذلك ، ويطلبون منه الأمان والإنعام ، فأجابهم إلى ذلك وتسلّمها.
وأقرّ عين تاب بيد صاحبها ، وسلّم «تلّ خالد» إلى «بدر الدّين دلدرم» صاحب «تل باشر» ، وكان من كبار الياروقية ، وأقطع «عزاز» الأمير علم الدين سليمان بن جندر. وولّى الملك النّاصر قلعة حلب سيف الدّين يازكج الأسدي ، وولّى شحنكية حلب حسام الدّين تميرك بن يونس ، وولّى ديوان حلب ناصح الدّين بن العميد الدمشقي ، وأبقى الرئيس «صفيّ الدين طارق بن أبي غانم بن الطّريرة» ، في منصبه على حاله ، وزاد إقطاعه.
وكان الفقيه «عيسى» كثير التعصّب ، فمازال به ، وعزل عنها عمّي «أبو المعالي». ووليها «أبو البركات سعيد بن هاشم» ، وفعل في القضاء كذلك ، فسيّر إلى القاضي محيي الدّين محمد بن زكيّ الدّين عليّ إلى دمشق ،