وهي أمّ البلاد بيد أخيك ؛ وحماة بيد تقيّ الدّين ، وحمص بيد ابن أسد الدّين ، وابنك الأفضل مع تقيّ الدّين بمصر يخرجه متى شاء ، وابنك الآخر مع أخيك في خيمته يفعل به ما أراد». فقال له : «صدقت ، واكتم هذا الأمر».
ثم أخذ حلب من أخيه ، وأعطاها ابنه «الملك الظاهر» ، وأعطى الملك العادل بعد ذلك حرّان ، والرّها ، وميافارقين ، ليخرجه من الشام ، ويتوفّر الشام على أولاده. فكان ما كان ، وأخرج «تقيّ الدّين» من مصر ، فشقّ عليه ذلك وامتنع من القدوم ، ثم خاف ، فقدم عليه.
وسيّر الملك العادل «الصّنيعة» لا حضار أهله من حلب ، وسار «الملك الظّاهر» ـ قدّس الله روحه ـ إلى حلب ، وسيّر في خدمته «شجاع الدين عيسى بن بلاشوا» (١) ، وولّاه قلعة حلب ، وأوصاه بتربية الملك الظّاهر ، وأخيه الملك الزّاهر ، وحسام الدين بشارة ـ صاحب بانياس ـ وولّاه المدينة ، وجعل الديوان بينهما.
وجعل قرار «الملك الظاهر» في السنة ثمانية وأربعين ألف دينار بيضاء في كلّ شهر أربعة آلاف دينار ، وكلّ يوم قباء وكمه (٢) ، وعليق دوابّه من
__________________
(١) في مفرج الكروب ج ٢ ص ١٧٩ «عيسى بن بلاشق».
(٢) كذا بالأصل ولعلها تصحيف «كمر» أي قباء ونطاق.