وسار إلى حلب ، فوصل إليه ولده «الملك الظّاهر» في أثناء الطريق ، بالعساكر التي كانت «بتيزين». ووصل إلى «جبلة» في ثامن عشر يوم الجمعة ، فما استّم نزول العسكر حتى تسلّم البلد ، سلّمها إليه قاضيها وأهلها ، وكانوا مسلمين تحت يد الفرنج ، فعملوا عليها وسلّموها وبقيت القلعة ممتنعة ، وقاتل القلعة ، فسلّمت بالأمان يوم السبت تاسع عشر الشهر.
وسار عنها إلى «الّلاذقية» ، فنزل عليها يوم الخميس رابع عشري جمادى الأولى ، ولها قلعتان ، فقاتلها ، وأخذ البلد ، وغنموا منه غنيمة ، وفرّق اللّيل بين الناس ، وأصبح المسلمون يوم السبت ، واجتهدوا في قتال القلعتين ، ونقبوا في السور مقدار ستّين ذراعا ، فأيقن الفرنج بالعطب ، فطلبوا الأمان ، يوم الجمعة الخامس والعشرين من جمادى الأولى ، وسلموها يوم السبت.
ورحل عن الّلاذقيّة ، يوم الأحد ، فنزل على صهيون (١) ، ونزل عليها يوم الثلاثاء تاسع عشري جمادى الأولى ، واستدار العسكر حولها ، واشتدّ القتال عليها من جميع الجوانب ، فضربها منجنيق ولده «الملك الظاهر» ، حتى هدم قطعة من سورها تمكّن الصاعد الصعود منها ، وزحف عليها السّلطان بكرة الجمعة ، ثاني جمادى الآخرة ، فما كان إلّا ساعة حتى ارتقى
__________________
(١) غير اسمها ، برغم صحته بالعربية إلى قلعة صلاح الدين ، فصهيون اسم مشتق من الصهوة ، وصهوة الجبل أعلاه.