وتوفّي نور الدّين ـ صاحب الموصل ـ في هذه السنة. وترك ابنا صغيرا قام «بدر الدين لؤلؤ» ، مملوك جدّه بتربيته. وخطب للكامل والأشرف.
وقام زنكي بن عز الدين ، فأخذ «العمادية» ـ وهي قلعة حصينة فيها أموال الموصل ـ بمواطأة من أجنادها ، وعزم على أخذ الموصل ، وقال : «أنا أولى بكفالة ابن أخي». وساعده «مظفّر الدّين» صاحب «إربل» على ذلك ، فسيّر لؤلؤ رسولا إلى «الملك الأشرف» إلى حلب ، يطلب إنجاده ، فسيّر إليه عزّ الدّين أيبك الأشرفي.
وكان عماد الدّين بن سيف الدّين علي المشطوب ، لما نفي من الديار المصريّة ، قد وصل إلى «حماة» ، وأقام عند صاحبها ، وكاتب «الملك الأفضل» ، وجمع جموعا كثيرة من الأكراد ، وأرباب الفساد ، وساعده الملك المنصور ـ صاحب حماة ـ بالمال والرجال على ذلك وعزم على أن يمضي ، بمن جمعه من العساكر إلى الأفضل ، وأن يقوم معه ، ويساعده صاحب حماة ، وسلطان الرّوم. ثم سار ابن المشطوب ، بغتة ، وخاض بلد حلب ، وكان الزمن زمن الربيع ، وخيول الأجناد متفرّقة في الربيع ، فوصل إلى «قنّسرين» ونفذ منها إلى «تلّ أعرن» (١) ، وبلغ «الساجور» ، واستاق في طريقه ما وجد من الخيل ، وغيره.
__________________
(١) كان يعرف أيضا باسم تل عرن ، وهو ما يزال يحمل الاسم نفسه ، وهو قرية في جبل الأحص تتبع منطقة السفيرة ـ محافظة حلب ، وتبعد القرية ٥ كم عن السفيرة ، يتوسطها تل كبير ، هو تل عرن. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.