ودخلت سنة ست عشرة وستمائة
فأقطع الأقطاع لأجناد حلب ، ورتّب أمور أمرائها ، ولا يفعل شيئا من ذلك إلّا بمراجعة «الأتابك شهاب الدّين» ، وبدا من الأمراء المصريين تحرّك في أمره ، وكرهوا أمره ونهيه في حلب ، وخافوا من استيلائه عليها ، وانتقامه منهم لميلهم إلى «الملك الأفضل». وبلغه عنهم أشياء عزموا عليها ، وهو ثابت لذلك كله.
ووصلته رسل أخيه «الملك الكامل» ، يطلب منه النجدة إلى «دمياط». وكان «ابن المشطوب» قد أراد الوثوب عليه وتمليك «الفائز» أخيه ، فأخرجه من الديار المصريّة ، بعد أن رحل من منزلته ، التي كان بها في قبالة الفرنج ، وعبور الفرنج إليها ، ونهب الخيم ومنازلة «دمياط» ، وقطعهم المادة عنها ، فاتفق رأي «الملك الأشرف» على تسيير الأمراء ، الذين كانوا يضمرون له الغدر ، فسيّرهم نجدة إلى أخيه ، وهم المبارزان : «ابن خطلخ» و «سنقر» الحلبيّان ، وابن كهدان ، وغيرهم ، وخاف ابن خطلخ منه ، فاستحلفه على أن لا يؤذيه ، فحلف له ، وسيّرهم إلى أخيه «الملك الكامل» ، فأقاموا عنده بالكلية.