ودخلت سنة ثمان وعشرين وستمائة
وكان للفرنج حركة ، وخرج عسكر حلب مع بدر الدين بن الوالي ، وأغاروا على ناحية «المرقب» ، ونهبوا حصن بانياس ، وخربوه ، وسيّروا أسرى حلب ، ثم تواقع المسلمون والفرنج وقعة أخرى ، قتل من الفريقين فيها جماعة ، وكان الربح فيها للمسلمين ، وسيّرت العساكر من حلب في النصف من شهر ربيع الآخر.
واحتبس الغيث في حلب ، وارتفعت الأسعار فيها ، وخرج الناس ، واستسقوا على «بانقوسا» فجاء مطر يسير ، بعد ذلك ، وانحطّت الأسعار قليلا.
واستقرّت الهدنة بين عسكر حلب والداويّة ، والاسبتار ، في العشرين من شعبان من السنة.
واستقلّ السلطان الملك العزيز بملكه ، في هذه السنة ، وتسلّم خزائنه من «أتابك شهاب الدّين» ، ورتّب الولاة في القلاع ، واستحلف الأجناد لنفسه ؛ وخرج بنفسه ، ودار القلاع والحصون ، وركب أتابك شهاب