تمدّه بالأجناد والأموال ، على أن لا تنزل إليه أبدا». وأعفاه الملك الكامل ، من مثل ذلك ، ورضي كلّ واحد من الملكين بفعله.
وسار الملك الكامل في جيوشه ، في أوائل سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ، إلى أن نزل على «نهر الأزرق» ، في طرف بلاد الروم ، وجاء عسكر الروم حتّى نزل قبليّ زّلى ـ بينها وبين الدّربند ـ والسّلطان معهم ، وصعد الرجالة إلى فم «الدّربند» ، بالقرب من نور كغال ، وبنوا عليه سورا ، وقاتلوا منه ، ومنعوا من يطلع إليه ، وقلّت الأقوات على العسكر الشّامي.
فرجع «الملك الكامل» ، وخرج إلى طرف بلد «بهسنى» ، ونزل على بحيرة أنزنيت ، ووصل إليه صاحب خرتبرت ، ودخل في طاعته ، وأشار عليه بالدّخول من جهته ، فسار إلى ناحية «خرتبرت».
ووقعت طائفة من عسكر الروم ، على طائفة من عسكر الملك الكامل ، وفيهم الملك المظفّر ـ صاحب حماة ـ وشمس الدين صواب ، فكسر العسكر الكامليّ ، واعتصم من نجا منهم «بخرتبرت» ، فحاصرهم ملك الرّوم إلى أن نزلوا بالأمان ، وأطلقهم ، واستولى «كيقباذ» على «خرتبرت» ، وعفا عن صاحبها ، وعوّضه عنها بأقطاع في بلاده.
ومرض «الملك الزّاهر» في العسكر ، فحمل مريضا إلى «البيرة» ، وقوي مرضه ، وطمع بعض أولاده بملكها ، وشرع في تحصينها وتقويتها ، وبلغ «الملك الزّاهر» ذلك ، فسيّر إلى السّلطان «الملك العزيز» ، واستدعاه إليه ، وأصعده إلى القلعة ، وأوصى إليه بالقلاع التي في يده ، والخزائن