حمص ـ عانة ، وغربا من بلد الخابور ، وكانت هذه البلاد في يد «الملك الصالح بن الملك الكامل». واتّفق الأمر ، على أن يأخذ السلطان «كيخسرو» آمد ، وسميساط ، وأعمالها.
وكان «الخوارزميّة» ، قد خرجوا على «الملك الصالح» ، واستولوا على البلاد ، وهرب «الملك الصّالح» منهم. فأنعم على الرّسول الواصل إلى حلب ، وأعطي عطاء وافرا ، وقبل التوقيع منه.
ولم تر الملكة «الخاتون» مضايقة ابن أخيها في البلاد ، ولم تتعرّض لشيء منها. وبلغه ذلك فسيّر إليها ، وعرض عليها تلك البلاد ، وغيرها ، وقال : «البلاد كلّها بحكمك ، وإن شئت إرسال نائب يتسلّم هذه البلاد ، وغيرها ، فأرسليه لأسلّم إليه ما تأمرين بتسليمه». فشكرته ، وطيّبت قلبه.
واتّفق بعد ذلك مع «الخوارزميّة» ، وأقطعهم : حرّان ، والرّها ، وغيرهما ، بعد أن كانوا اتفقوا مع «الملك المنصور» ـ صاحب ماردين ـ وقصدوا بلاد «الملك الصالح أيوب» ، وأغاروا عليها ، ونزلوا على حرّان ، وأجفل أهلها.
وخاف «الملك الصالح» ، فاختفى ، ثم ظهر «بسنجار» ، وحصره «بدر الدّين لؤلؤ» ـ صاحب الموصل ـ وكان قد ترك ولده الملك «المغيث» «بقلعة حرّان» ، فخاف من الخوارزميّة ، وسار مختفيا نحو «قلعة جعبر» ، فطلبوه ، ونهبوه ومن معه ، وأفلت في شرذمة من أصحابه ، ووصل إلى