«منبج» مستجيرا بعمّته. فسيّر إليه من حلب ، وردّ عن الوصول إليها بوجه لطيف ، وقيل له : «نخاف أن يطلبك منّا سلطان الرّوم ، ولا يمكننا منعك منه» ، فعاد إلى حرّان ، ووصله كتاب أبيه يأمره بموافقة «الخوارزمية» والوصول إليه بهم لدفع «لؤلؤ» ، ففعل ذلك ؛ وسار «بالخوارزميّة» ، طالبين عسكر الموصل ، فانهزموا وأفرجوا عن سنجار ، وأدركهم الخوارزمية فقتلوا منهم ونهبوا أثقالهم ، وقوي «الملك الصالح» بهم.
ووصل عسكر «الروم» إلى آمد ، ونازلها ، وأخذ بعض قلاعها ، وتوجّه عسكر «الخوارزميّة» ، إلى جهتهم ، فرحلوا عن آمد. ولم ينالوا منها زبدة.
ووصل رسول «السلطان كيخسرو» عز الدّين ـ قاضي دوقات ـ إلى حلب في هذه السنة ، وتحدّث في إقامة الدّعوة «للسلطان كيخسرو» ، وضرب السكّة باسمه. وكان الأمراء والعسكر محاصرين «حماة» ، فتوقّفت الملكة في ذلك ، وأشير عليها بموافقته على ما طلب ، فأجابت وخطب له في بوم الجمعة «.........» (١) من سنة خمس وثلاثين وستمائة ، على منبر حلب.
وحضر في ذلك اليوم ، الأمير «جمال الدّولة إقبال» ، وصعد الرّسول إلى المنبر ، ونثر الدّنانير عند إقامة الدعوة ، ونثر «جمال الدولة» دنانير ودراهم ، وخلع على الدعاء ، وأظهر من السرور ، والاحتفال في ذلك
__________________
(١) فراغ بالأصل.