الموصل ، وأخذ فرخانشاه ابن السّلطان الّذي قتل جقر ، وعزم على تملّك الموصل ، فقتله بدم جقر ، وولّى الموصل مكانه الأمير زين الدّين علي كوچك.
ثمّ شرع زنكي في الجمع والاحتشاد ، والاستكثار من عمل المجانيق ، وآلة الحرب ، في أوائل سنة أربعين وخمسائة ؛ ويظهر للنّاس أنّ ذلك لقصد الجهاد ، وبعض النّاس يقول : إنّه لقصد دمشق ومنازلتها ، وكان ببعلبكّ مجانيق فحملت إلى حمص ، في شعبان من هذه السّنة.
وقيل : إنّ عزمه انثنى عن الجهاد في هذه السّنة ، وأنّ جماعة من الأرمن بالرّها عاملوا عليها ، وأرادوا الإيقاع بمن كان فيها من المسلمين واطّلع على حالهم ؛ وتوجه أتابك من الموصل نحوها ، وقوبل من عزم على الفساد بالقتل والصلب.
وسار ونزل على قلعة جعبر بالمرج الشّرقي تحت القلعة ، يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجّة ، فأقام عليها إلى ليلة الأحد سادس شهر ربيع الآخر نصف اللّيل من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ، فقتله يرنقش الخادم ؛ كان تهدّده في النّهار ، فخاف منه فقتله في اللّيل في فراشه.
وقيل : إنّه شرب ونام ، فانتبه فوجد يرنقش الخادم وجماعة من غلمانه يشربون فضل شرابه ، فتوعّدهم ، ونام فأجمعوا على قتله ، وجاء يرنقش إلى تحت القلعة ، فنادى أهل القلعة : «شيلوني فقد قتلت أتابك». فقالوا له :