سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ، إلى بلد الفرنج ؛ ففتح أرتاح بالسّيف ، ونهبها وفتح حصن مابولة ، وبسرفوث ، وكفرلاثا وهاب (١).
وكان الفرنج بعد قتل والده قد طمعوا وظنّوا أنّهم يستردّون ما أخذه ، فلمّا رأوا من نور الدّين الجدّ في أول أمره ، علموا بعد ما أمّلوه.
وخرج ملك الألمان ونزل على دمشق ، في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، وسار لنجدتها سيف الدّين غازي من الموصل ، ونور الدين محمود ، فوصلا إلى حمص.
وتوّجه نور الدّين إلى بعلبكّ ، واجتمع بمعين الدّين أنر بها ، ورحل ملك الألمان عن دمشق ، وكان صحبته ولد الفنش ، وكان جده قد أخذ طرابلس من المسلمين ، فأخذ ولد الفنش هذا حصن العريمة من الفرنج ، وعزم على أخذ طرابلس من القمص ، فأرسل القمص إلى نور الدين إلى بعلبكّ يقول له في قصد حصن العريمة وأخذه من ولد الفنش.
فسار نور الدّين ومعين الدّين أنر معه ، وسيّرا إلى سيف الدّين غازي إلى حمص ، يستنجدانه فأمدّهما بعسكر كثير مع الدّبيسي صاحب الجزيرة ، فنازلوا الحصن ، وحصروه وبه ولد الفنش.
فزحف المسلمون إليه مرارا ، ونقب النقّابون السّور فطلب من به من الفرنج الأمان ، فملكه المسلمون ، وأخذوا كلّ من به من فارس وراجل ،
__________________
(١) انظر الأعلاق الخطيرة ـ قسم حلب ـ ج ٢ ص ٤٢٥.