العجمي ، وكان عدلا على خزائن نور الدّين.
وكان شمس الدّين عليّ ، ابن داية نور الدّين ، (١) أخو مجد الدّين لأمّه ، من أكبر الأمراء النّورية ، وأمر حلب راجع إليه وإلى إخوته في أيام نور الدّين ، وكان بحلب عند موت نور الدّين ، وسابق الدّين عثمان وبدر الدّين حسن أخواه ؛ فتولّى شمس الدّين عليّ تدبير حلب ، وصعد إلى القلعة ، وحصل بها مع شاذبخت ، والأمير بدر الدين حسن متولي الشّحنكية بالمدينة.
وكان نور الدّين قد سيّر إلى الموصل وغيرها من البلاد يستدعي العساكر ، بحجة الغزاة ، ومقصوده الطّلوع إلى مصر ، فسار سيف الدّين غازي بعسكر الموصل ، وعلى مقدّمته سعد الدّين كمشتكين الخادم ، وكان قد جعله نور الدّين واليا من قبله بالموصل ، فلما كانوا ببعض الطريق ، وصلتهم الأخبار بموت نور الدّين هرب سعد الدين كمشتكين إلى حلب جريدة.
وأمّا سيف الدّين فإنّه أخذ بلاد الجزيرة جميعها ، سوى قلعة جعبر ؛ فأرسل شمس الدّين عليّ بن الدّاية يطلب الملك الصالح إلى حلب ، ليمنع سيف الدّين ابن عمه من البلاد الجزرية ، فلم يمكنه الأمراء الّذين معه
__________________
(١) في بغية الطلب ص ١٨٢٣ : «وكان شمس الدين علي بن محمد ابن داية نور الدين بقلعة حلب مع شاذبخت ، وكان قد حدث نفسه بأمور ، واختلفت كلمة الأمراء ، وتجهز الملك الناصر صلاح الدين من مصر للخروج إلى الشام ، وطلب أن يكون هو الذي يتولى أمر الملك الصالح وتدبير ملكه».