له الخطيب على المنبر ، فلمّا كان وقت العصر من ذلك اليوم قبض عليه ونهب خيامه وجميع ما فيها.
وسار فنزل حمص ، فقاتلها أربعين يوما لم يظفر فيها بطائل غير الربض ، وكان يربط خير خان على غراير التّبن ، ويعاقبه ويعذّبه أنواع العذاب ، وانتقم الله منه ببعض ظلمه في الدّنيا ، وهو كان يحرّض أتابك على الغدر بسونج ، فكأفأه الله (١).
وهجم الشّتاء فعاد أتابك إلى حلب في ذي الحجّة.
وملكت أنطاكية زوجة البيمند بنت بغدوين ، وحالفت جماعة من الفرنج على قتال أبيها ، ووقع بين الفرنج شرّ (٢).
وهجم المسلمون ربض الأثارب ، وربض معرّة مصرين ؛ فوصل بغدوين من البيت المقدّس ، وأغار على أنطاكية وأخذ قوما من أصحاب ابنته ، فقطع أيديهم وأرجلهم.
وفتح قوم من السر جندية (٣) باب أنطاكية ، فدخلها في سنة خمس وعشرين ، فطرحت ابنته نفسها عليه ، فصفح عن ذنبها ، وأخذ أنطاكية ، ووهبها جبلة واللّاذقية ، وعاد إلى القدس.
__________________
(١) انظر تاريخ ابن القلانسي ص ٣٦١ ـ ٣٦٢ (حوادث سنة ٥٢٤ ه).
(٢) انظر وليم الصوري ص ٦٥٨ ـ ٦٦٠.
(٣) غالبا ما كان السرجندية من المشاة ذوي التسليح الثقيل وممن كانت الكنيسة تتولى الإنفاق عليهم.