وتوجّه أتابك إلى الموصل في سنة خمس وعشرين وخمسمائة ، واستصحب معه سونج بن تاج الملوك ، وبعض المقدّمين ، من عسكر دمشق ؛ وترك الباقين بحلب ؛ وتردّدت المراسلات في إطلاقهم ، فلم يفعل ؛ والتمس عنهم خمسين ألف دينار أجاب تاج الملوك إلى تحصيلها وحملها.
ووقع في هذه السّنة وقعة بين جوسلين وسوار ، بناحية حلب الشماليّة ، فكانت الغلبة لجوسلين ؛ وقتل من المسلمين جماعة ، وخرج سوار بعد ذلك فهجم ربض الأثارب ونهبه.
ووصل دبيس في هذه السنة منهزما من المسترشد ، وكان قد كسره عسكر المسترشد في هذه السّنة ، فانهزم وخفي خبره عن كلّ أحد ، فظهر بعد مدّة أنّه وصل إلى قلعة جعبر ، وأودع ابن السلطان عند مالك صاحبها ، وسار إلى جوسلين ، واستند إلى الفرنج فلم ير ما يعجبه.
وكاتب تمرتاش ثم خاف من غدره ، وأن يفادي به خير خان ، فسار إلى بلد دمشق ، فنزل ضالا على مكتوم بن حسّان.
وقيل : كان سائرا إلى صاحبة صرخد ليتزوّجها ، فضلّ في الطريق ، ولم يكن معه دليل عارف بالمناهل.
وقيل : كان قاصدا حلّة مرى ، فهلك أكثر أصحابه.
وحصل في حلّة حسان كالمنقطع الوحيد في نفر يسير من أصحابه ،