بالحجارة ، فخرج ، واتبعوه إلى قريب من الخيام.
ثم تردّدت الرسل بينهم في الصّلح بين الملك الصّالح ، وسيف الدّين صاحب الموصل ، وصاحب الحصن ، وصاحب ماردين ، وبين الملك النّاصر ، وتحالفوا ، واستقرّت على أن يكونوا كلّهم عونا على النّاكث الغادر ، واستقرّ الصلح ، ورحل الملك النّاصر ، في السّادس عشر من محرّم ، سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
ولما تقرّر الصلح ، أخرج الملك الصّالح إلى الملك الناصر أخته بنت نور الدّين ، وكانت طفلة صغيرة ، فأكرمها ، وحمل لها شيئا كثيرا ، وقال لها : «ما تريدين؟» قالت : «أريد قلعة عزاز» ـ وكانوا قد علّموها ذلك ـ فسلّمها إليهم.
ورحل إلى بلد «الإسماعيليّة» (١) ، وحصرهم ، ثم صالحهم بوساطة خاله محمود بن تكش ، وسار بعساكره إلى مصر ، وكان في شروط الصّلح أن يطلق عزّ الدّين جورديك ، وشمس الدّين عليّ بن الدّاية ، وأخواه سابق الدّين ، وبدر الدّين ، فسار أولاد الدّاية إلى الملك النّاصر ، فأكرمهم ، وأنعم عليهم ، وأما جورديك ، فأقام في خدمة الملك الصّالح ، وعلم الجماعة براءته مما ظنّوا به.
وعصى غرس الدّين قلج في «تلّ خالد» (٢) لأنه نسب إليه أمر أوجب
__________________
(١) مصياف غربي مدينة حماه.
(٢) تل خالد من الحصون التي كان نور الدين قد انتزعها من جوسلين. انظر تاريخ ابن الشحنة ص ١٧٧ ، ٢١٤.