ماء فشربها ثمّ دعاني فقال لي أن هذا الرجس سندي بن شاهك يقول انه يتولى أمري ويدفنني ، لا يكون ذلك أبداً فإذا حملت الى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدني بها ولا تعلو على قبري وتجنبوا زيارتي ولا تأخذوا من تربتي فان كل تربة محرمة ما خلا تربة جدي الحسين عليهالسلام فان الله جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا قال مسيب ثمّ رأيته عليهالسلام تختلف ألوانه وتنتفخ بطنه ورأيت شخصاً أشبه الأشخاص بشخصه جالساً الى جانبه في مثل شبهه وكان عهدي بسيدي الرضا عليهالسلام في ذلك الوقت غلاماً فأقبلت أريد سؤاله فصاح بي سيدي موسى عليهالسلام قد نهيتك يا مسيب فتوليت عنه ثمّ لم أزل صابراً حتى قضى وغاب ذلك الشخص ثمّ أوصلت الخبر الى الرشيد فوافى سندي بن شاهك فوالله لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه ويحنطونه ويلفونه كل ذلك أراهم لا يصنعون به شيئا ولا تصل أيديهم إليه وهو عليهالسلام مغسل ومكفن ومحنط وحمل حتى دفن في مقابر قريش ولم يصل الى قبره الى ساعة. وفي بطون الكتب دلائل كثيرة وبراهين حجة نقلت عن هذا الإمام وهذا العبد الصالح اكتفيت بهذا القليل وذلك للاختصار ولا اعتقد إن هذه وأمثالها تزيد في مكانته وعلوّ شأنه فهم الأنوار « وبعرش الله محدقين الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » فهم معادن الحكمة والعلم وينابيع الأحكام والسنن أمناء الله تعالى في أرضه والأدلاء على الصراط المستقيم والحجج البالغة على العباد عصمهم الله من الزلل واذهب عنهم الخطأ والخطل.