فلو عزت الدنيا الغرور واهلها |
|
لعزّ ذوي العزّ المؤبد ذي الفخر |
قد استعذبوا التعذيب موسى بن جعفر |
|
ابو الحسن المسموم مستودع السرّ |
فكم آنست منه السجون بمعبد |
|
بأنواره تُمسي كما هاله البدر |
تنوح له طوراً وطوراً تهزها |
|
به نشوة الاذكار لا نشوة الخمر |
وكم بكت الاكوار من حمله بها |
|
فترخى عزاليها بوكافة القطر |
وما زال منها في السجون رهينة |
|
يعالج فيها لا عج البؤس والضرّ |
تقاذفه ايدي الطغاة عداوة |
|
بسجن الى سجن ومصر الى مصر |
يجّلأ عن طيب الجواد بطيبه |
|
لآبائه الأطياب بالهون والقسر |
فطوراً ببغداد وطوراً ببصرة |
|
بقيد ثقيل موهن قوة العمر |
كما قيد السجاد حتى تورمت |
|
من القيد اعضاه بجامعة الاسر |
وكم قطبت شوه الوجوه بوجهه |
|
متى انبسطت منه وجوه اُولي الامر |
ويلقى الى الاسباع كيما تبيره |
|
فتعنوا له بالذل باذلة العذر |
على غير جرم غير أن مناره |
|
سما كل ذي شأن وان جلّ في الفكر |
وان حاول المقنون حصر كماله |
|
وعزّ مزاياه تناهت عن الحصر |
وان قيس في شأو المكارم شأفه |
|
ومقداره العالي فكالطور والذكر |
وما برحت كف الضلال مثيرة |
|
عليه قتام الظلم والمكر والغدر |
كأن لم يكن نور النبوة كاشفاً |
|
لهم منه ديجور الضلالة والكفر |
ويزهق في الحق اليقين لباطل |
|
تزخرفه اهل الضلالة بالسحر |
فما كان من موسى الكليم فانما |
|
بدا منه فيه مثل ما كان في |
أبى نقصهم ذاتا قبول كماله |
|
كما جُعل يابى شذى طيّب العطر |