من الركب ما بين العراقين يممّت |
|
ركائبه من دجلة مربع الزورا |
يخب بها الحادي سراعاً كأنما |
|
الى الورد يوم الخمس تستعجل المسرى |
فوارسها من فارسٍ كلّ أصيد |
|
ترى بهجة في وجهه البشر والبشرا |
تهلل حتى ما رأته غمامة |
|
بضاحية إلّا استهلت له قطرا |
أخو الصبح الا انه بصباحه |
|
ترى الليل لم يخلق بها كي ترى الفجرا |
سرايا بنو شر وان كان سريها |
|
يسير بها طوراً ويبعثها طورا |
تراءت لهم ناراً يظنون انها |
|
ذبالة ما قد اوقدت فارس دهرا |
وما انسوا الّا وقد انسوا الهدى |
|
بسناء موسى قد تجلى لهم جهرا |
ومدّ يديه بالوسائل سائلاً |
|
لسائل دمع كاد يغمره غمرا |
فجاء بها ملء القفار حمولة |
|
من الاُدم الّا انها ملئت تبرا |
ثقالاً تنوء العيس فيها كانها |
|
اذا وضعت رجلاً تعايت عن الاخرى |
ايادي لم تمنن جرت منه عن يد |
|
غدا يستمير البحر من درّه الدرّا |
اتت رسله تترى بهن وقبلها |
|
من الفلك الاعلى أتت رسله تترى |
ينادون بالهادي الامين اخي النهى |
|
فهبّ هبوب الريح تستتبع القطرا |
فشاد بها سوراً يسير به اسمه |
|
الى فلك الافلاك لا فلك الشعرى |
مدينة قدس قدّس الله سرها |
|
وشرّفها حتى على عرشه قدرا |
لها رتج يجري الى كل جانب |
|
على كرة لما استقل الثرى مجرى |
بها كل ايوان برفع بنائه |
|
يبين على ايوان كسرى الورى كسرا |
يميناً باعتاب الجوادين إنها |
|
لصنع جنان فوق وسع الورى طرّا |
فما هي من هاد وفرهاد إنما |
|
قضوا فقضى الرحمان فيما قضوا امرا |